تعد فاطمة فايع إحدى أشهر الحرفيات في فن القَطّ العسيري، وقد أتاحت لها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التعاون مع مؤسسة جبل التركواز البريطانية للاستفادة من الاستشارات الفنية التي تقدمها المؤسسة ضمن مشروع إدخال المنتجات الحرفية في الفنادق الذي ينفذه برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) التابع للهيئة.
وقصة نجاح فاطمة بدأت منذ الصغر فهي مثل كل السيدات في قرية رجال ألمع جنوب المملكة، عاشت طفولتها تشاهد وتتأثر بفن القَطّ وألوانه ومفرداته الفنية، وتأثرت بمشاهدة كبيرات السن وهن مقامات لهذا الفن، ولمحت التقدير والحفاوة والاحترام لهن من الجميع، فبدأت التعلم حتى احترفت فن القَطّ وأصبح يمثل لها راحة نفسية كبيرة، فأقامت في بيتها أول متحف في المملكة متخصص بشئون المرأة وثقافتها وفنونها، تعرض من خلاله أبرز أعمال فن القَطّ والألبسة التقليدية للمرأة.وأنشأت مرسما ليكون مدرسة لتعليم فن القَطّ، كما كونت فريق عمل يضم عددا كبيرا من الفنانات، وبدأن في تنفيذ أعمال فنية مختلفة مثل قيامهن باستخدام فن القَطّ في تحويل باب قديم إلى تحفة فنية.
وقد دعمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فاطمة من خلال إشراكها في المعارض والفعاليات الداخلية والخارجية، والدورات تدريبية عن منتجات القَطّ، وتسويق المنتجات في الفنادق والأماكن السياحية، إضافة إلى إشراف الهيئة على دورة لتطوير منتج القَطّ وتسويقه، وهو ما ساهم في قيامها بتدريب قرابة 200 سيدة من مختلف الأعمار.
وعن أبرز المشكلات التي تواجهها قالت فاطمة إن المجتمع بشكل عام لم يعد يرغب في هذا الفن الأصيل لأنه تأثر بالفنون الوافدة، وأصبح المواطن يستسهل شراء اللوحات الزائفة والأثاث الجاهز لتزيين المنازل من الداخل.
وأشارت إلى أن القَطّ قيمة معنوية ويصنف فنه ضمن التراث غير المادي، وبالتالي له مستقبل واعد على مستوى الفنون العريقة والأصيلة، وهو محل دراسة واهتمام الكثير من الفنانين والمصممين من الداخل والخارج، وسيكون له شأن كبير سواء من حيث تقنية الفن أو تطوره ليواكب الفنون المعاصرة، وعبرت عن أمنيتها أن يصبح مرسمها أكاديمية فنون جميلة.
وكان البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع»، وقع اتفاقيات مع 11 فندقا من أهم الفنادق في المملكة، للاستفادة من إنتاج أكثر من 500 حرفي وحرفية سعودية، أربعة منها تم التوقيع معها بشكل نهائي بقيمة إجمالية تتجاوز 3.5 مليون ريال كمرحلة أولى.
ويقوم البرنامج بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين للمشاركة في تقديم الاستشارات الفنية فيما يخص استخدامات المنتجات الحرفية في التصاميم الداخلية والخارجية للفنادق، وذلك من خلال التعاون مع مؤسسة جبل التركواز البريطانية.