سامى اليوسف
«إذا أردت مكانًا تحت الشمس، فعليك أن تتحمل حرارتها»، وشمس البطولات مهرها في حرارة الإخلاص والروح، كلما كنت مقاتلاً بروح واثقة وطموحة دانت لك السيطرة وأحرزت الأفضلية، فالقمم تريد همم.
شاهدت كيف قلب الأهلي تخلفه بهدف مبكر إلى فوز ساحق، وقبلها تابعت انتصارات المنتخب المصري حتى بلوغه نهائي كأس إفريقيا، كلمة السر في المسألتين هي «الروح»، التي تقهر الصعاب، وتصنع المعجزات.
في ملعب كرة القدم لا غنى عن «القائد» المقاتل الذي ينقل طاقته الإيجابية إلى زملائه، ويخلق معهم ما يسمى بـ«روح الجماعة»، أو الفريق الواحد، يقول المدافع المصري وائل جمعة، ويؤكد الحارس الأسطورة عصام الحضري أن الروح هي سر إنجازات مصر في إفريقيا، وفي التفاصيل يرددان هذه العبارات: «اقتراب اللاعبين من بعضهم البعض، الحب والتقدير والاحترام بين عناصر الفريق، نضج اللاعبين، ثقافة الفوز والأسرة الواحدة، عدالة المدرب والإدارة الناجحة».. إذا توافرت هذه العناصر حتمًا ستحضر الروح القتالية التي تلهب المشاعر في الملعب، والأكف بالتشجيع في المدرج، وتحصد الانتصارات، والإنجازات، والاحترام من الخصوم قبل الأحباء.
حقق الاتحاد أفضل بداية في مباراة كرة قدم على مستوى الدريبيات، كم من مدرب ولاعب ومشجع يتمناها، لكنه فشل، لأن لاعبيه واجهوا خصمًا يقاتل لاعبوه من أجل الفوز، عين على الدوري، وأخرى على المدرج لإسعاد من يصفق لهم فيه، ليس هذا فحسب، بل إنهم واجهوا خصمًا شرسًا مدججًا بأسلحة وذخيرة حية في «بنك الاحتياط»، يخرج نشيط، ويلعب من هو أنشط منه.. زرعت الروح الأهلاوية الانضباطية في تنفيذ تكتيك مدرب خبير يقرأ خصومه جيدًا، ويعرف أدواته جيدًا «متى، وكيف يستخدمها؟».
الروح في كرة القدم هي من تباشير البطولة والإنجاز.
رسالة من عاشق للهلال
كنت قد انتقدت تغريدات كتبها «بعض» الجمهور الهلالي في مدونة «تويتر» في أعقاب التعادل الإيجابي أمام القادسية مستغربًا لغة الإحباط التي لم أعتد عليها في تعليقات مثل هذا الجمهور، الذي احترمه كثيرًا، التي بثت طاقة سلبية بين صفوف المدرج الأزرق، في وقت يقبض فيه «الزعيم» على صدارة دوري جميل مع اقتراب الأهلي الذي قلّص الفارق النقطي إلى نقطة واحدة بعد رباعيته الساحقة في شباك الاتحاد.
تباينت ردود الفعل من الجماهير الهلالية على انتقادي، ما بين مؤيد، وراضٍ، ومنتقد بشدة، إلا أن رسالة الهلالي العاشق عبدالله الأحمد لي لمست فيها الكثير من عتب المحب على مسيري النادي الكبير، وتوضيحًا لموقف مدرج يشكل كلام «عبدالله» نبضه الصادق، أتمنى أن يقرأها المسؤول، والمشجع الهلالي بشيء من الإيجابية:
«السلام عليكم استاذ سامي..
تغريداتك بخصوص دعم الفريق لاقت صدى واسعًا عند الجمهور الهلالي، وهذا يحسب لك، لكن بحكم أنني أحد هذه الجماهير اسمح لي أن أوضح بعض النقاط:
أولاً: الجمهور الهلالي لا يُلام فقد خسرنا أكثر البطولات رغم دعمنا الكامل للفريق..!
ثانيًا: الخلل ليس في الجمهور، ولكن في الادارة، واللاعبين، ليس نحن من أحضر دونيس والداهية غوستافو، وحول الفريق إلى فوضى فنية، وليس نحن من تأخر الموسم الفارط في إقالة المدرب إلى أن طارت الطيور بارزاقها..!، وليس نحن من سلم الفريق في مباراة الاتحاد لدياز بالرغم من أنه لم يشرف على تمرين واحد مكتمل..!، وليس نحن من أصر على بقاء المفرج رغم نصائح الجميع بضرورة تغيره كونه ليس رجل المرحلة.
ثالثًا: من أعار الشريد والقحطاني والكعبي وأبقى ياسر والقرني والدوسري؟!.
رابعًا: تعبنا ونحن نتكلم عن رأس حربه يليق بالهلال، وبعد جهد جهيد أحضروا لنا محمد علي مرورًا بالميدا إلى أن وصلنا لليو!، قلنا لهم اختيار المحترفين لا يتم بهذه الطريقة، وفي النهاية خذلونا وقت الحسم، كيف لفريق لديه تخمة نجوم في منتصف الملعب ويحضر ميلسي؟، كيف لفريق مثل الهلال يوقف أهم لاعبين عنده بسبب سوء السلوك؟.
خامسًا: كنا مسيطرين على البطولات الداخلية والهدف آسيا، وكان كل النقد موجه لكيفية الحصول عليها.. بسبب سياساتهم تهاوى الطموح وأصبحنا نحلم بالدوري بعد خمسٍ عجاف..!.
جمهور الهلال يصارع على كل الجبهات، وفي جميع الملاعب لم يخذل الفريق بالحضور والمساندة، لم يطرح النادي أي فكرة لدعم الفريق إلا وجمهور الهلال يتصدر المشهد..
يا عزيزي يشهد الله أننا لا نعرف النوم لأيام بعد كل تعثر للهلال في أي مباراة..!
قد نقبل العتب علينا كجمهور، ولكن على أن يُقال للإدارة وبكل صراحة لستم (...) لهكذا جمهور...!
باختصار.. أنا أعرف ما قصدت، وأنها مرحلة تتطلب الدعم وليس هذا وقت النقد ولكن!
لا يمكن أن تسلك نفس الطريق وتتوقع نهاية مختلفة.. تحياتي».
شخصيًا، أعتقد أن حضور «روح الهلال» في أداء اللاعبين كفيلة بحل جميع المشكلات، وتذليل كافة الصعاب، وزرع الأمل في عودة لقب الدوري إلى أحضان الزعيم من جديد.