«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ ما يقارب الخمسة مواسم ونحن في الجزيرة نتحدث عن أن وجود رؤساء الأندية في دكة البدلاء يؤثر بشكل سلبي على الحكام، خاصة من بعض الرؤساء الذين يتجاوزون ويتحدثون مع الحكام قبل المباريات وأثناءها وبعد نهايتها وأمام الملأ، وطالبنا منذ ذلك الحين بوضع حد لتلك التجاوزات التي تصدر من بعض رؤساء الأندية تجاه الحكام، لأن في ذلك إخلالا بالعدل، وحينما مللنا من الاتحاد السابق اتجهنا للهيئة العامة للرياضة، وطالبناها باتخاذ قرار يمنع رؤساء الأندية من التواجد في دكة البدلاء، ولكن تلك المطالبات المتكررة لم تجد أذنا صاغية..!
اليوم خرج على الملأ السيد هاورد ويب رئيس دائرة التحكيم «المستقيل» وتحدث بما كنا نقوله، حيث قال مع الزميل بتال القوس «رصدت بعض حالات التأثير على الحكام إذا تواجد رئيس النادي في دكة البدلاء وهناك اتصالات هاتفية مع الحكام»...!
هذا الحديث يؤكد ما قلناه سابقاً، حيث إن الحكام يتأثرون من وجود بعض رؤساء الأندية في دكة البدلاء، وحتى نكون صرحاء أكثر فإن وجود الرئيس صاحب الوجاهة الاجتماعية له أثر كبير، ويكفي أن نستشهد بيد «دلهوم» التي كانت أمام أنظار الحكم محمد الهويش والمساعد الأول، فهذه اللقطة التي كانت في الرمق الأخير من مباراة النصر والعروبة في موسم 2013-2014 لم يجد لها أحد من المحللين التحكيميين أي مبرر لعدم احتسابها ركلة جزاء لصالح العروبة، إلا أن المطلعين يدركون بأن عدم احتساب ركلة الجزاء ضد النصر كان مرده الخوف...!
نحن اليوم أمام حديث خطير للسيد ويب، فما قاله إن الحكام يتأثرون من وجود رئيس النادي في دكة البدلاء كاف لإدانة بعض الأندية وبعض الرؤساء وبعض الحكام خاصة وأنه صدر من مسؤول عن الحكام، أما قصة اتصالاتهم الهاتفية بالحكام، فهذا أيضاً أمر خطير، فماذا يريد رئيس النادي من الحكم حتى يتصل عليه...!؟
إن كان على هذا الحكم أو ذاك ملاحظات فيجب إيصالها بشكل رسمي، وإن كان يريد شكره فالشكر يجب أن يكون للجنة الحكام وهي توصله للمعني إن رأت في ذلك مصلحة، أما التواصل مع الحكام وعلى هواتفهم الشخصية فهذا مالا يمكن قبوله، فالحكم مثل القاضي، وفي النهاية هو بشر ولديه عاطفة، وقد يتأثر، كما أن مثل هذه الاتصالات تعيدنا لقصص البدايات التي كان فيها التهديد والوعيد عنوانا لبعض رؤساء الأندية...!
لقد علق ويب الجرس، وعلى اتحاد القدم التحرك لتعديل ما يمكن تعديله، فمنافسات كرة القدم السعودية تحتاج للعدل أكثر ولإنصاف الأندية، والتعامل معها بميزان واحد.