أحمد بن عبدالرحمن الجبير
التوجهات السليمة والمتميزة من الملك سلمان -حفظه الله- وما يوليه من دعم ومساندة للمواطن، وحرصه على توفير البيئة المناسبة له من سكن وتعليم وصحة، وأعمال خيرية ومساعدة المحتاجين لدليل كبير على دعمه للمسؤولية الاجتماعية، حيث إن هذه المشروعات الخيرة باتت تمثل إحدى أهم آليات التنمية الاقتصادية، والمسؤولية الاجتماعية للمواطن والوطن، التي تهدف إلى بناء كيان اقتصادي، واجتماعي لا يكون هدفه الربح المادي على حساب المجتمع والمسؤولية الاجتماعية.
ولقد أعطت الدولة -أعزها الله- الكثير لرجال الأعمال، وأصبح عليهم واجب ومسؤولية اجتماعية لتأديتها ناحية وطنهم ومواطنيهم، وليس المطلوب تقديم منح للمواطنين بقدر ما هو مطلوب منهم، توظيف أموالهم في البنوك، لخدمة القطاعات التجارية، والاستثمارية الجديدة والعملاقة، والشراكة مع الدولة في المشروعات الإستراتيجية، وفتح آفاق لفرص وظيفية جديدة للمواطنين، والرضا بالربح الإيجابي، ودعم اقتصادات المواطن والوطن.
لذا ينبغي على رجال المال والأعمال إعادة النظر، ووضع رؤية موازية تعزز المسؤولية الاجتماعية. ولا يمنع ذلك أن يبادر رجال الأعمال، وبما حباهم الله -تعالى- من فضله، والدولة من رعاية، أن يخصصوا جزءًا من ثرواتهم وأموالهم، لدعم مراكز الأبحاث العلمية والطبية والاقتصادية، ففي دول الغرب تنهض هذه المؤسسات على الوقف الخاص بها، وقد يحدد رجال الأعمال من تجارتهم سهماً للوطن والمواطن، ونحن نظن بهم خيرًا، ولدينا في مجتمعنا السعودي نماذج كثيرة ذات باع طويل في سبيل الخير.
نريد من رجال المال والأعمال، أن يبتغوا من هذه الأعمال أن تكون لوجه الله، وأن تكتب في رصيدهم، وحسناتهم في الدنيا والآخرة، وأن يكونوا سندًا وعوناً لبلادهم.
الأمل فيكم يا رجال الأعمال لرد الجميل للوطن، وهو واجب وطني يدركه الجميع، وحان الوقت لرد الجميل، والتبرع للجمعيات الخيرية التي تهتم بدعم الفقراء والأرامل، وأصحاب الدخل المحدود، وهم بحاجة ماسة إلى مساكن تلائم دخلهم المحدود، ورواتب وتأمين الغذاء واللباس لهم، وينبغي على وسائل الإعلام تغيير ثقافة التبرع وعمل الخير لدى رجال الأعمال لصالح الوطن والمواطن، والمساهمة في شغل فراغ الشباب بما هو مفيد من نوادٍ رياضية، وثقافية وصناعية يسهم في بناء جيل المستقبل.
لقد حان الوقت أن ينهض رجال المال والأعمال بأعباء المسؤولية الوطنية، لذا نأمل أن تقدموا بعضاً مما قدمه الوطن لكم من خيرات، وثروات وتسهيلات وخدمات، وتردوا الجميل لبلادكم، الذي سيعود بالخير على الجميع، ويساعد على تقدم الوطن، ورفاهية المواطن.