«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
قالت الفنانة التشكيلية صفية بنت سعيد بن زقر، في حديثها لـ«الجزيرة» حول تحولها إلى تقديم رسالة للفن التشكيلي بطريقة مختلفة من خلال إنشائها لـ(دارة صفية بن زقر): بدأ هذا التحول منذ أن توقفت عن بيع أعمالي في سنة 1973م قررت أن أنشئ مكانا أجمع فيه لوحاتي، بحيث يكون متاحا للزوار بمختلف الفئات العمرية من الجنسين، واستقبل فيه الباحثين عن المعلومات البحثية الفنية والأخرى الدراسية في مجال الفنون التشكيلية، ما جعلني أصل إلى الشروع في تحقيق هذا الحلم عام 1992م حيث تم تجهيز الدارة وافتتاحها سنة 1995م حيث نقلت إليه جميع أعمالي إضافة إلى صالوني « الأدبي الفني» إذ استفاد من مقتنيات الدار أكثر من (160) باحث وباحثة، ما بين المكتبة، أو المكتبة المرئية، إلى جانب ما أقدمه للمهتمين من دارسي الفن التشكيلي والموهوبين فيه من تقديم خبراتي العلمية والفنية التي يقصدوني من أجلها، إضافة إلى ما دأبت الدار عليه من تقديم فن التشكيل للأطفال، وللفتيات المهتمات به، واستمراري في تقديم مسابقة فنية للأطفال بشكل سنوي، حيث تهدف هذه المنافسة إلى تنشيط الجانب الفني لدى الأطفال وتنميته، إذ نقيم لأعمال الأطفال بعد ذلك معرضا لمدة ثلاثة أسابيع في إحدى المراكز التجارية بمحافظة جدة.
أما عن شريحة من جيل التشكيليين والتشكيليات الصاعدات، الذين يرون أن انتشارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانجرافهم خلف وهم أرقام المتابعين، ظنا منهم أن ذلك يعكس مستوى أعمالهم الفنية، قالت صفية: المتلقي لأي فن ومنجز حقيقي هو الجذر الحقيقي لبقاء أي مبدع في الساحة الإبداعية التي ينتمي لها، ولولا المتلقين لما كنت أنا صفية بن زقر، لأنني من أول معرض أقمته عام 1968م أدركت بيقين تام، أن المتلقي لو لم يقبلني فنانة تشكيلية، لما كتب لي الاستمرار، ولم أصل إلى ما وصلت إليه من حضور وتكريم، إذ دائما ما أؤكد في لقاءاتي عبر وسائل الإعلام للمتلقين، أن صفية «شخص» وإنما صفية التشكيلية هي من خلال أعمال صفية، ومتى ما قال لي آخرون منهم :»أنت قليلة الكلام» قلت لهم: أعمال صفية تتحدث عنها، وإن كنت لا أحب الحديث للصحافة، إلا أنني أحب حضورهم لأن يوصلوا رسالة الأطفال الذين يتنافسون في المسابقة السنوية للرسم منذ عام 2000م التي يشترك فيها (60) طفلا، يقومون بتنفيذ أعمالهم التشكيلية (النهائية) في الدار، الذين أبقى معهم من الساعة التاسعة صباحا إلى أن ينتهوا من رسم أعمالهم حتى لو لم يتمكنوا من إكمالها إلا في المساء، إلا أن أغلب جيل الصحافة اليوم ليس لديهم اهتمام بمعارض الطفل خاصة، وثقافته عامة.
وختمت صفية بن زقر حديثها عن نواة (الشمولية) الثقافية التي تتميز بها مسيرتها الفنية قائلة: حبي للقراءة جعلني أنشئ ضمن أجنحة الدارة مكتبة لـ(الطفل) لأن الطفل مستقبل الوطن، غلا أنه ومع كل أسف لمست انصراف الأطفال عن القراءة، وضعف ميولهم تجاهها، بسبب انشغالهم بالأجهزة الحديثة وتطبيقاتها، مؤكدة على إصرارها على مواصلة تطوير مكتبة الطفل لتكون مشوقة للقراءة من خلال المحتوى وطرق العرض والوسائط، موجهة رسالتها إلى المدارس بغرس القراءة لدى الأطفال، وحثهم بمختلف وسائل التشجيع والترغيب في الإقبال على الكتاب، مضيفة قولها: طالما الأسرة لا تقرأ فسيكون الطفل أول المعرضين عن القراءة.