«الجزيرة» - فهد الشويعر:
غاب كثيرًا بصوته الشجي الذي تتراقص عليه أسماع محبيه الذين يتذكرونه دومًا مع الأصوات الجميلة، هو مضرب مثل في الأصوات المخملية التي تتشنف لها الآذان، ارتبط اسمه بالفن الراقي، فوصل إبداعه لجمهوره بلا حدود، واقتحم مساحات واسعة في الغناء الطربي، فجعل له موطئ قدم على قمة جبال الطرب في الوطن العربي، ما جعله يستحق لقب «أمير الطرب الخليجي».
عبدالمجيد عبدالله هو مزيج بين كلمة راقية ولحن متميز وإحساس عميق، قسم مراحل حياته الفنية بين أسماء لها ثقلها اللحني ابتداء بسامي إحسان مرورًا بمرحلة خالد الشيخ الذي خلق معه توأمة لافتة، ووصل في المرحلة الفنية الثالثة مع صالح الشهري إلى عنان الطرب، حتى اختار لنفسه بعدها خط لنفسه خطًا مغايرًا بتنوع مختلف كان حينها مطلبًا لجمهوره، وليس لطبقة صوت عبدالمجيد التي اشتهر بها.
تصنع الكلمة العذبة بإحساس شاعر يصنع حبكة كلماتها لتصل إلى أسماع المتذوقين بإحساس رفيع تفنن به الشاعر الكبير تركي آل الشيخ شاعرًا بأغنية جديدة حملت عنوان (تصدقين) عاد بها الفنان عبدالمجيد عبدالله إلى عهد طربه القديم بألحان الملحن رزام.
برسالة خاطب بها ما كانت عليه السنون بينهم من صدق وجمال روح تتساعر حتى تسير كثوانٍ جميلة تجولت بين عقارب الساعة، وجمال تفاصيل ملامح وجه محبوبته التي تخجل المرأة أن تعيد تفاصيل جمالها، وأثبت الشاعر أن الحياة الجميلة تسير كلمح البصر:
تصدقين
ومالك على حلف ويمين لو قلت لك
إن السنين إللي مضت ما بيننا ما هي سنين
كنها ثواني عمر مرت في عقارب ساعتي
أو صورتك وأنتي تعيدين النظر في مرآيتي
وسنيننا مرت مثل لمح البصر
يعود من جديد ليثبت لها أن ما به من جمال وراحة ومشاعر هو نابع من تواجها في حياته وأنها أجمل شيء يعيشه، وهي أجمل من صوت المطر وعبق العطر، وهي حكاية يعيشها بفصولها الجميلة:
تصدقين لو قلت لك
إن في عمري لك عمر
وإنك حكايات المطر
وأجمل حكاية عشتها
وأحلى سواليف العطر
يعود للماضي الجميل الذي لم يتبق منه سوى الذكريات الجميلة التي جعلته يبحث في كل ما هو وبراق وجذاب في السماء ما بين نجم وقمر تحرك مشاعره وتذكره بكل زوايا حياته الحالمة في الماضي، كما اختار الليل لتنجلي معه الأسرار وتنكشف كل مكنونات القلب لينثر شعره بحروف كواكب السماء ليقدم بعها عمره كأغلى ما يملك هبة لمحبوبته ليمتد بهم العمر في خيال عاشق.
تصدقين عقبك وأنا أسهر على ضي القمر
وأكتبك بحرفي شعر
واغزل لك نجوم السماء
وأهديك من عمري عمر