رقية سليمان الهويريني
بدأت تنتشر إعلانات عن الرغبة في بيع الاستراحات المعدّة للتأجير. ويبدو أن مرحلة من التحول والتغير طرأت على مجتمعنا، بعد أن عمّت حالة من الترف على إثرها أمست الاجتماعات الصغيرة لا تنعقد إلاّ في استراحات كأحد أشكال المباهاة، وتحولت إلى ظاهرة تحمل في طياتها الكثير من الأخطاء، ابتداءً من امتلاك مساحات كبرى في وسط المدن وحولها مما يشير إلى بيئة غير صحية، سواء من حيث ارتفاع أسعار الأراضي أو مزاحمتها التخطيط العمراني، أو استنفادها الخدمات المختلفة من الكهرباء والماء، فضلاً عن الإسراف في المأكولات، والحاجة للعمالة الهامشية كالحراس والخدم والصبابين ومن في حكمهم!
وهذا بلا شك أوجد عبئاً اقتصادياً على التخطيط في المدن، إضافة إلى الوهن الاجتماعي والتفكك الأُسري، بعد أن تحولت الاستراحات مكاناً للمراهقين والشباب، بل وحتى أرباب الأُسر الذين يهربون من واجبات العائلة والروابط الأُسرية ومسؤولياتها، ولعل الكثير يشكو من تشتت العوائل، وضياع الشباب.
ولعل من حسنات المرحلة الحالية التخلص من بعض الاستراحات التي سببت تمزقاً في النسيج الأُسري، والإبقاء على استراحات العوائل التي تجمعهم بشكل دوري إما شهرياً أو ربع سنوي أو في الأعياد والمناسبات، أو ما تسمّى بالدوريات العائلية وهي فرصة للقاءات وتبادل المشاعر وصلة الرحم، حيث لا تستوعب بعض المنازل الصغيرة كثرة الأقارب.
وأياً كان الشكل والوظيفة فإنه من الضرورة نشر الدوريات الأمنية ومتابعة المستأجرين ووضع لوائح وتعليمات واضحة، مع توخي الأمن والسلامة فيها، إلى أن تؤسس منظومة ترفيهية تتناسب مع المرحلة القادمة تعالج الأخطاء القائمة.
وظاهرة بيع الاستراحات صحية إن تم استثمارها كمقرات للسكن العائلي والمساهمة في حل مشكلة الإسكان المزمنة.