«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كنا نشاهد حفل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحفل افتتاح « الجنادرية « كان إلى جانبه بعض قادة الخليج. عندما التفت ابني الأصغر وهو يقول: أبوي ما أروع الصورة..! فقلت له: صدقت إنها صورة رائعة تمثل ترابطنا وتكاملنا، وهي يا ولدي نعم الأهداف التي من أجلها تأسس مجلس التعاون الخليجي. ورحت أضيف إليه: حتى قبل المجلس كان الترابط والتكامل وحتى التزاوج ما بين أبناء الخليج بعضهم مع بعض. ولا تنس أن الأصل واحد والدم واحد. وإذا كانت العلاقات بين بلدان المجلس الخليجي تعتبر مثالية وواقعية وتصور انسجاماً رائعاً أشبه بلوحة من النسيج .. وبفضل الله يا ولدي ورغم ما يحدث في العالم من أحداث وتغيرات، خصوصاً في العقود الأخيرة، حيث اختلفت تركيبات بعض الدول ولم تَعُد كما كانت في الماضي.. فهناك حروب مازالت جاثمة في بعض الدول. بعضها مستمر والبعض الآخر من نوع الحروب الباردة. لكنها متحفزة وجاهزة للانطلاق.. اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين والعالم من شرورها.. لذلك تكاملنا وروابطنا ولحمتنا الواحدة باتت نموذج يشار له بالبنان. كونه نموذج يعتمد على عقلانية متميزة وأخوّة دائمة بعيدة عن الأطماع والرغبات وحتى الاستغلال الممجوج.. وواقع خليجنا النابض بالحب والعطاء والكرم وأيادٍ بيضاء ، ساهمت في مساعدة كل محتاج في العالم . ومن هنا يا ولدي نرى العديدة من الإنجازات الخليجية في مجالات الاقتصاد والثقافة والدفاع المشترك.. هاهم رجال الخليج وأبطاله البواسل يشاركون ويضحون بأرواحهم من اجل أمن واستقرار الخليج. لقد راهن البعض ومنذ عام 1981م عندما تأسس مجلس التعاون الخليجي على فشله وعدم تحقيقه لأهدافه، لكنهم خسروا الرهان وفشلوا فشلاً كبيراً .. فهاهو الخليج.. قطعة من النسيج القوي المتماسك . وهاهو خير الحليج يصل للجميع. فملايين العرب يعملون في رحابه ويحولون المليارات من الدولارات إلى بلدانهم، وهذا يشكل دعماً اقتصادياً كبيراً لهذه الدول. ولا تنس يا ولدي أن هناك مليارات دفعتها دول الخليج ومنذ عقود لمساعدة العديد من الدول العربية والإسلامية والأجنبية .وكما كتب الكتّاب والمحللون عن التجربة الخليجية الناجحة بمعايير ومقاييس الواقع والحاضر وحتى المستقبل، سواء أكان من خلال سياساتها الداخلية والخارجية أو من خلال تنميتها لدولها.. التنمية التي تعتبر إنجازاً شامخاً. وهاهي دول الخليج باتت تستقطب السياح الأجانب وممختلف دول العالم ليشاهدوا إنجازات الخليج في مختلف المجالات الصناعية والاقتصادية والزراعية والتنموية وحتى الاتصالات وروعة البنية التحتية في مدنها، والجميل أن عجلة التنمية مستمرة يوماً بعد يوم، ويسعى خليجنا إلى الوصول لمراحل متطورة أكثر في مجالات التكامل الاقتصادي بمشيئة الله.. وعندما نقول إن خليجنا واحد، فهذا قول حقيقي، جسّدته هذه الصورة وغيرها من الصور الأخرى وما أكثرها..؟!