فهد بن جليد
لا يُمكن الجزم أن (اللائحة التنظيمية) والشروط التي أعلنتها وزارة الشؤون البلدية للباعة المتجولين واقتصار البيع فيها على السعوديين فقط، ومنع غيرهم من العمل في هذا النشاط، طُبِّقت بالفعل!
حتى الآن لا توجد علامات ترقيمية أو تصاريح واضحة يتم تعليقها أو عرضها، ليعلم المستهلك بأن هذا الكشك أو البائع المتجول خاضع (للرقابة) و مُصرّح له بالبيع، والأهم أنه (مواطن سعودي)؟ الحاصل أنّ إزالة بعض هذه المباسط أو الأكشاك يواجه بامتعاض من الجمهور الذي يتعاطف مع كل صاحب كشك أو مبسط، ولا أحد يلوم مواطن يتعاطف مع مواطن آخر يبحث عن اللقمة الحلال والتكسب في بلده.
المسألة تحتاج إلى توضيح أكثر، وخطوة جادة تُلزم المصرّح له بتعليق ما يثبت، وتوعية المستهلك -على الجانب الآخر- بعدم التعامل مع غير المرّخص لهم، حتى يكون المستهلك الرقيب الأول للبلدية بامتناعه عن التعامل مع هؤلاء، ومن ثمّ وضع ملصقات في المكان الذي يتم إزالته -بأنه مكان مجهولين- حتى لا ينظر إلى إزالة (أكشاك) الشاي والخضار والأطعمة الخفيفة (بعين العاطفة)، وكأنه قطع أرزاق شباب سعوديين أو أسر تبحث عن (اللقمة الحلال) في بلدها -وهو أمر يستحق الدعم والمساندة من الجميع- دون الاقتراب أكثر لكشف حقيقة أن يقوم على بعض هذه المواقع، مجرد (عمالة سائبة) تتخذ من الزي السعودي (الثوب والشماغ) أو (العباءة) طريقاً لتضليل المستهلك المواطن، ليتعاطف ويشتري من هؤلاء اعتقاداً أنه يقوم بدعم عاملين وعصاميين من أبناء البلد!
هناك مجهولون من جنسيات عربية من دول مجاورة يُجيّدون التحدث باللهجة السعودية، احترفوا هذه المهن واحتلوا هذه الأكشاك والمنصات، ليُضيّقوا على السعودي (المجاهد) في طلب الرزق، ويحققوا أرباحاً كبيرة، ويحظون بتعاطف معظم المارة وسالكي الطريق.. والمشاهد أنّ هناك تحولاً كبيراً في ثقافة شريحة الشباب (خصوصاً) بدعم الشراء من هؤلاء على حساب المقاهي العالمية، أو تلك التجارية في المحطات وغيرها، وهو أمر جيد يجب استثماره.
آخر ما تم نشره في هذا الملف يقول أن بلدية الروضة -مثلاً- قامت بإزالة 62 كشكاً لبيع الشاي والأطعمة الخفيفة والخضار يقوم عليها باعة متجولون، ضمن إزالة تسع مواقع للمسالخ العشوائية، وعشرات الشبوك للمواشي والأغنام شرق الرياض، بحجة الحفاظ على المظهر الحضاري لطرق ومداخل العاصمة، دون ذكر إذا ما كان هؤلاء (سعوديين) أم أجانب؟!
أليس هذا ما يجعل الشعور بالتعاطف أكبر مع (كل الباعة) باعتبار أنهم سعوديون في الأصل؟ أرجو أن تنتبه (البلديات) لهذا الأمر إذا ما أرادت تعاون المواطن معها!
وعلى دروب الخير نلتقي.