جدة - «الجزيرة»:
وجَّه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بعقد اجتماع، يضم القطاعين الحكومي والأهلي بمحافظة رابغ؛ وذلك لبحث سبل التعاون بين الجانبَيْن بما يعود بالنفع على المحافظة، وتحقيق التنمية فيها على صعيدَيْ الإنسان والمكان.
واستعرض أمير منطقة مكة المكرمة لدى ترؤسه اجتماع المجلس المحلي بمحافظة رابغ أمس الأربعاء مشاريع تنموية في القطاعات البلدية والخدمية، تقدر قيمتها بأكثر من 1.2 مليار ريال، إلى جانب مشاريع استثمارية وصناعية تفوق الـ100 مليار ريال. كما دشن عددًا من المشاريع التنموية في المحافظة.
وفي حديثه لوسائل الإعلام رفع الأمير خالد الفيصل أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقال: يسعدني ويشرفني أن أنقل تحياتي وتقديري واعتزازي لقائد مسيرة التنمية في المملكة العربية السعودية سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-. مضيفًا: أتقدم باسم أبناء وبنات منطقة مكة المكرمة بالشكر والتقدير لمقامه الكريم نظير ما حظيت به المنطقة من رعاية واهتمام وتعليمات من خادم الحرمين الشريفين لتطوير المنطقة بشكل عام، ومدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على وجه الخصوص.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة في رسالة موجهة لأبناء المملكة العربية السعودية أن وطنهم بخير، وأن الخطط التنموية قد أثمرت، والآن بدأنا بحصد النتائج، وشرعنا بالفعل في الانتقال للعالم الأول بمثل هذه المشاريع. لافتًا إلى أن ذلك يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح - ولله الحمد -، ومضيفًا: لقد كتبت عند افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أن (العالم الأول على أرضنا.. فماذا أنتم فاعلون؟). فأحمد الله سبحانه وتعالى أنني اليوم في موقع آخر (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) من العالم الأول على أرض المملكة.
وقال أمير منطقة مكة: لم يعد التوجه نحو العالم الأول حلمًا بل واقعًا، وأصبحنا نجني ثماره اليوم مشروعًا بعد مشروع، وموقعًا بعد موقع، في ظل هذه القيادة والسياسة الحكيمة، التي أمّنت للمواطن السعودي أولاً الأمن والاستقرار، وراهنت ثانيًا على النجاح والتمسك بالمبادئ والقيم الإسلامية، رغم كل التشكيك والهجمات الشرسة الإعلامية والثقافية والسياسية وغيرها التي كانت تشكك في هذا التوجُّه الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ عهد التأسيس على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وهي تسبح ضد التيار اللاديني لتثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.
وفي رابغ دشن أمير منطقة مكة المكرمة مشروعات بلدية وخدمية وأخرى في الكهرباء والمياه، كما دشن أول معرض لملتقى مكة الثقافي تحت شعار (كيف نكون قدوة)، الذي نفذته إدارة التعليم في جدة ممثلة في تعليم رابغ. كما وقف سموه ميدانيًّا على سير العمل في مشروع تطوير كورنيش رابغ.
واطلع سموه على تقرير شامل حول مسيرة التنمية، وملفات المشاريع القائمة والجاري تنفيذها في المحافظة. كما استمع إلى مطالب واحتياجات الأهالي من مشاريع التنمية.
ودشن سموه عددًا من المشاريع بفرع جامعة الملك عبدالعزيز برابغ، وافتتح مباني المعامل والفصول الدراسية وورش كلية الهندسة، التي تم اكتمال تنفيذها وتجهيزها، وتحتوي على 44 فصلاً دراسيًّا و15 معملاً، ويبلغ عدد الطلاب المستفيدين قرابة 2000 طالب. كما وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع البنية التحتية، الذي سيوفر الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي لمقر الجامعة الجديد شمال رابغ.
ثم انتقل أمير منطقة مكة المكرمة إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ودشن الدورة الثالثة لبرنامج (طموح) لهذا العام 2017، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، ويستهدف تدريب 1000 شاب وشابة، وتهيئتهم لسوق العمل، وذلك بعد أن قام سموه قبل أشهر عدة بتخريج العدد نفسه من المنتسبين للبرنامج من أبناء وبنات محافظة رابغ. وقد توجت شركات القطاع الخاص جهود المدينة الاقتصادية بعد أن قامت أكثر من 25 شركة تعمل في المدينة الاقتصادية بطرح عدد من الوظائف النوعية، لتقديم فرص وظيفية مناسبة لهذه الكوادر المدربة، وذلك من خلال معرض توظيف خاص بالبرنامج. كما عمل البرنامج على رفع سقف طموح منتسبيه؛ إذ توجه بعض خريجي (طموح) لإكمال تعليمهم الجامعي.
وتسعى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلى أن تصبح الوجهة الترفيهية الصاعدة الأكثر تميزًا على البحر الأحمر؛ لتساهم في دعم القطاع السياحي والترفيهي في المملكة، الذي من شأنه المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرجوة. كما سيوفر هذا القطاع العديد من الفرص الوظيفية الملائمة لأبناء وبنات الوطن، ومن ضمنهم خريجو وخريجات البرنامج التدريبي (طموح). وقد قام الأمير خالد الفيصل بافتتاح ثلاثة مشاريع لتنمية القطاع السياحي. وهذه المشاريع هي:
حديقة جمان: تمتد الحديقة على مساحة 50 ألف متر مربع، وقد تم تصميمها بأسلوب مبتكر، تتوزع فيه مسارات المشي والركض والدراجات، وتنتشر فيها المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية، وأبرزها مدرج المسرح المفتوح، وملعب الجولف المصغر، والألعاب المائية للأطفال.
مرسى ونادي اليخوت: يحتوي المرسى على أرصفة بحرية لاستيعاب 112 يختًا، ويوفر العديد من الأنشطة البحرية، مثل الغوص والرياضات المائية، إضافة إلى الصيد الرياضي الصديق للبيئة. وهو مفهوم جديد، تم تطويره بالتعاون مع الاتحاد الدولي لرياضة صيد الأسماك.
نادي البيلسان: وهو نادٍ ترفيهي، يضم مجموعة من المرافق المتميزة، مثل صالات البولينج وألعاب المحاكاة المتنوعة لعدد من الرياضات (سباق السيارات والجولف والصيد)، وقاعات عدة لعقد الاجتماعات وورش العمل وحلقات النقاش.
وأقامت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية حفلاً خاصًّا بمناسبة زيارة سموه، تم من خلاله تدشين ثلاثة مشاريع سياحية وترفيهية بالمدينة الاقتصادية، إضافة إلى إعلان سبعة مشاريع، وبدأ الإعداد لها بالتعاون مع عدد من الشركاء، وسيتم افتتاحها - بإذن الله - خلال العام 2017م. وهي مشروع أكاديمية لتعليم فنون الطهي، كرنفال جمان، الحديقة المائية العائمة، شقق الشاطئ الفندقية، المخيمات الصحراوية الراقية، المنطاد الهوائي ومركز المعارض والمؤتمرات.
وتم توقيع مذكرتي تفاهم، وقعهما الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، هما: مشروع أكاديمية لتعليم فنون الطهي بالتعاون مع مؤسسة مسك الخيرية، ووقَّعها بدر بن محمد العساكر الأمين العام للمؤسسة. وسوف يثمر هذا التعاون المشترك عن افتتاح المنشأة الأولى من نوعها في المملكة المقرر افتتاحها في الربع الرابع من العام 2017م -بمشيئة الله-؛ إذ ستقدم دورات تدريبية معتمدة عالميًّا لروادها من عشاق الطهي والشباب المتطلعين لدخول السوق المحلي للمطاعم والضيافة. ويهدف الطرفان من هذه المبادرة التعليمية والتدريبية المبتكرة إلى دعم الموهوبين والمستحقين من الشباب والشابات السعوديين في المملكة عن طريق توفير منح دراسية مجانية لإكمال تعليمهم وتدريبهم في الأكاديمية.
ومشروع كرنفال جمان الذي يضم منطقة مخصصة للأنشطة والفعاليات الاجتماعية والاحتفالات في الهواء الطلق، كما يضم عددًا من المرافق المخصصة للعروض الترفيهية العالمية والألعاب الترفيهية والأسواق المفتوحة وعربات الطعام وغيرها.. ووقَّعه المهندس عمرو بن صالح المدني الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه.
هذا، وعبَّر الأستاذ فهد بن عبدالمحسن الرشيد الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية - باسمه وباسم الشركات المطورة للمدينة الاقتصادية والمستثمرة فيها - عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل بن عبدالعزيز على دعمه المستمر وتوجيهاته التي ترتكز على بناء الإنسان وتنمية المكان، والحرص الكبير لسموه على تطوير قطاع التعليم والتدريب بالمدينة الاقتصادية، بالاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، وتوظيف أبناء وبنات الوطن، وبخاصة منطقة رابغ، في المشاريع المختلفة المقامة بالمدينة.
كما قدَّم شكره لجميع الشركاء في تطوير المدينة، ولكل من مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك) والهيئة العامة للترفيه اللتين تم توقيع مذكرتي التفاهم معهما خلال الحفل؛ وذلك لمشاركتهما الفعالة في العديد من المبادرات والبرامج التي تقام في المدينة الاقتصادية.