هاني سالم مسهور
عشرة أيام من تقلد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد السلطة في الولايات الأمريكية أشغلت العالم، وتحولت أمريكا بحكم ثقلها ومكانتها لمحرك ديناميكي يمتلك الخصال الكاملة في هذه التأثيرات الواسعة، وقبل أن تستلم الإدارة الأمريكية سلطاتها كان التساؤل كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع ملفات الشرق الأوسط الملتهبة كواحدة من أكثر الملفات اشتعالاً، وفيما كان المراقبين ينظرون إلى ثلاثة ملفات رئيسية هي القضية الفلسطينية، وإيران، و»داعش»، فكان الجواب في عشرة أيام كافٍ لقراءة التوجهات الأمريكية حيال داعش وإيران.
من خلال اليمن يُمكن قراءة التوجه الأمريكي، عمليتان استهدفت عناصر تنظيم القاعدة العدو التقليدي للولايات المتحدة، وإن كانت العملية الأولى تقليدية باستخدامها طائرة من غير طيار فإن العملية الأخرى كانت نوعية بإنزال عسكري ومواجهة عناصر القاعدة في البيضاء، العمليتان حملتا معاً تصوراً واضحاً حيال أن الولايات المتحدة تعود من جديد لما كانت عليه في مكافحة الإرهاب عبر مواجهة مباشرة بما يعني استعادة الأدوار الاستخباراتية للإمساك بزمام الحرب ضد التنظيمات المتشددة.
في ذات الأيام العشرة وقعَ حلفاء إيران الحوثيين في فخ الهجوم على الفرقطة السعودية، في ذات الوقت كان ملف التجربة الصاروخية البالستية الإيرانية على طاولة مجلس الأمن الدولي، الجواب أن واشنطن وجهت تحذيراً رسمياً لإيران معتبرة أن الخطوتين تبرزان ما كان يُفترض أن يكون واضحاً للمجتمع الدولي طيلة الوقت عن سلوك إيران المقوّض للاستقرار في الشرق الأوسط بحسب ما صدر عن البيت الأبيض.
بات مفهوماً كيف ستتحرك الولايات المتحد تجاه إيران فهي تتعامل معها بشقين الأول تقطيع أذرعها في الخارج كالمليشيا الحوثية وغيرها، والثاني عبر التشدد مع النظام والضغط على مراكز القوى فيه وتحديداً الحرس الثوري الإيراني، وما يهمنا هنا هو الأزمة اليمنية التي من الجدارة أن تواصل الولايات المتحدة صرامتها تجاه الإيرانيين.
قطعت المكالمة الهاتفية التي أجريت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس دونالد ترامب كل التكهنات، وأكد وليد فارس مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الخارجية أن واشنطن ملتزمة مع الرياض في مكافحة الإرهاب وهذا يعزز أن الحرب في اليمن هي حرب لمكافحة الإرهاب الذي صنعته إيران عبر أدواتها «الحوثيين» و»القاعدة»، هذا الإرهاب بشقيه هزيمته يعني استعادة الشرعية السياسية في اليمن، فلن تعود الأمور إلى ما قبل 21 سبتمبر 2014م إلا بكسر شوكة الحوثيين واقتلاع الإرهاب، هذا يُلزم كافة مؤسسات الدولة اليمنية مدنية وعسكرية أن تواصل جهدها بدون انحياز حزبي للانتصار ودعم جهد التحالف العربي.