سعد الدوسري
العلاقة بين مؤسستيْ التعليم والإعلام متوترة دوماً: فمن جهة، لم يتمكن التعليم من إيجاد حلول لمشكلاته الأزلية، سواءً من ناحية المناهج أو البيئة أو الهوية العامة. ومن جهة أخرى، لم يتمكن الإعلام من الصمت أمام هدير الغضب اليومي من قبل كل مكونات المجتمع على التعليم. وقد يُعدُّ بعض المسؤولين هذا التوتر، ظاهرة صحية، ينشأ منها حراك فكري، يعود بالنفع على مؤسسة التعليم. وقد يعتبرها بعضٌ آخر محاولة للنيل الشخصي منهم، وتشويه صورهم أمام الدولة والمجتمع.
الجميع يعرف أن مؤسسات الأمن والصحة والتعليم، هي المؤسسات الأكثر حيوية، والتي لا يمكن للمواطن أن يستغني عن خدماتها، وأي تقصير في عمل القائمين عليها، سيظهر للعيان مباشرة، مما يجعلها مطالبة دوماً ببذل جهود أكبر. ولا أظن أن القيادات السابقة أو الحالية للتعليم يجهلون ذلك، أو يجهلون أن ثمة تذمراً كبيراً في أوساط عامة الناس، قبل أن تكون في كافة المنصات الإعلامية، لأن هذه الجهود لا تُبذل كما يجب، ولأن التعليم يراوح في مكانه، بل تزداد سلبياته عاماً بعد عام.
نحن نسمع ونقرأ تصريحات كبار مسؤولي الدولة وأعضاء مجلس الشورى، حين يشيرون إلى ضعف مخرجات التعليم، وحين يطالبون بأن ننتقل بمناهجنا إلى العصر الحديث. هذه التصريحات تشعرنا بإحباط شديد، وبقلق على مستقبلنا التعليمي، لأنه لا عامة الناس، ولا القيادات الإعلامية، ولا كبار المسؤولين، حركوا شعرة في وزارة التعليم.