غسان محمد علوان
توقف قطار الانتصارات الزرقاء سريعًا في الجولة الرابعة من الدور الثاني بتعادل إيجابي أمام القادسية على ملعب الهلال وبين جماهيره. مهددًا بذلك فرص الهلال في تحقيق لقب الدوري بعد اقتراب منافسه الشرس (الأهلي) بعد فوزه الكبير في ديربي الغربية، مقلصًا الفارق النقطي إلى نقطة وحيدة فقط. لم يكن التعثر وحده هو ما أحبط مشجعي الهلال، بل المنظر الذي ظهر به الفريق أمام أحد فرق المؤخرة الذي أتى مدعومًا باستثناء من الاتحاد السعودي مكّنه من إشراك الداهية البرازيلي (إيلتون)، إضافة إلى مكافآت مضاعفة من إدارة فريقه كان من الأولى رصدها لمباريات أمام فرق منافسة للقادسية وتشاطره الرغبة نفسها في الهروب من الهبوط.
الأكيد أن الهلال المتصدر للدوري حاليًا الذي ما زال أمامه أربعة لقاءات من العيار الثقيل، لم يستطع حتى هذه اللحظة وتحت إشراف مدربه الأرجنتيني أن يصل للحد الأدنى من الإقناع داخل الملعب. سلبية بعض اللاعبين آخذة في الازدياد مباراة تلو الأخرى. واجتهادات بعضهم الآخر أصبحت واضحة للعيان، وأن ما يقدمونه من أداء يقع تحت طائلة التصرفات الفردية وليس تطبيقًا ملموسًا لنهج مدرب أو متطلبات خطةٍ ما.
فليس من المعقول أن يظل الهلال بذلك الشكل العاجز عن التسجيل والإقناع أمام كل فريق يتكتل أمام مرماه، أو يلعب بنهج دفاعيٍ خالص. أين الحلول التي أوجدها المدرب لكسر تلك الحواجز؟ وأين هي الأدوات القادرة عن طريق توظيفها بأدوارٍ محددة على خلخلة دفاعات الخصوم وانتزاع الفوز مبكرًا؟ محبطةٌ جدًا تلك التغييرات التي صاحبت اللقاء والهلال يجد نفسه متأخرًا على أرضه وبين جماهيره أمام أحد الفرق المهددة بالهبوط. فهل يُعقل أن من يبحث عن الفوز خلال مجريات اللقاء أن يستبدل محورين بمحورين ويستبدل رأس حربة برأس حربة؟ أين التغيير إذًا، وهل كان فعلاً يُرتجى من هكذا تغييرات أن يحدث الفارق؟ النتيجة هي خير جواب في لقاء من المفترض أن يكون أحد اللقاءات السهلة بكل المقاييس لفريق يطمح بتحقيق اللقب.
ذهبت النقطتان، وابتدأت نداءات مختلفة من منسوبي ومحبي الفريق بالوقوف معه ودعمه وتأجيل الانتقادات. وهنا يجب أن يتم توضيح نقطتين مهمتين: إلى متى يتم تأجيل النقد؟ وما هي الكيفية الحقيقية التي يجب على محبي الفريق المتلهفين للحصول على اللقب أن يتخذوها طريقًا للدعم؟
سهلٌ جدًا على صاحب القرار متى ما تخلص من أوهام أنه محارب من مشجعي فريقه، أن يفرّق ما بين النقد الداعم والنقد الهادف.
فعندما تنتقد لاعبًا مثل سالم الدوسري لعدم جديته أمام المرمى وإضاعته بكل رعونة ولا مبالاة لثلاثة أهداف محققة أمام القادسية وهدفين أمام النصر أضاعتا على فريقه أربع نقاط كاملة، فهذا والله من النقد الهادف الرافض لإضاعة مجهود وهدف فريق وجمهور كامل.
وفي المقابل يكون السكوت عنه وغض الطرف عن هذا الاستهتار الأقرب للتعمد، هو هدم لكل أهداف الفريق والجمهور، وأشبه بالتصريح عن الرضا التام عمّا حدث.
وعندما تنتقد سوء أداء الفريق بالاعتماد الكلي على اللعب بالأطراف مع عجز ظهيري الجنب (الشهراني والبريك) عن إيصال عرضيتين صحيحتين طوال مجريات اللقاء، فهذا تنبيه للفريق ومدربه على عدم نجاعة الأسلوب أو عدم كفاءة الأدوات للقيام بما هو مطلوب منها، ولذلك يجب التدخل والتغيير والتعديل. أما السكوت وتحميل الحظ كل المسؤولية، فهو مدعاة لاستمرار العمل بطريقة خاطئة ليستفيد منها خصومك فقط.
الدعم للفريق يا سادة ليس مجرد أبيات شعر عن الفريق أو ألقاب جميلة له أو للاعبيه أو لمدربه فقط.
الدعم أن تكون حاضرًا معه في الملعب، لتقوم بدورك كمشجع.
الدعم أن تصرخ في وجه المتخاذل ليصحو من تخاذله ويسير في الطريق الصحيح المفرح لكما معًا.
الدعم أن ترفض تكرار الأخطاء دون تعديل.
الدعم أن تصل إلى عقل لاعبك وقلبه لتجعله يحترق لأجل الفوز ولا شيء غيره.
الدعم يا سادة أن تتغنى بمن أجاد، وتعاتب من أخطأ. أما التطرف لأحد المنهجين، لن يجني منه الفريق سوى الفشل وتكرار الأخطاء واجترار آهات بدأ يعتاد عليها مشجعي الزعيم خلال خمس مواسم خلت.
الدوري لم يضع بعد، ولكن أن أراد لاعبو وإدارة ومدرب الهلال ضياعه فعليهم الاستمرار بما هم عليه دون تغيير أو تبديل. فالطريق الذي يسلكونه الآن بكل هذا الاستهتار وعدم الجدية وعدم استدراك الوضع الحاصل حولهم، هو أضمن الطرق لهم لإضاعة اللقب الذي طال انتظاره من محبي الزعيم.
فالخيار لهم وحدهم فقط، فإما استيعاب كامل لخطورة المرحلة أو استسلام مبكر يضمن لهم تكرارًا لما مضى.