"الجزيرة"- سلطان الحارثي:
لم يتوقع أي مشجع هلالي أن يخسر فريقه بالتعادل أمام فريق القادسية في الجولة الـ17 بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب خاصة أنه كان يلعب على أرضه وبين جماهيره، ولديه فرصة للتفرّد بالصدارة، ولكن اللاعبون أضاعوا عليهم هذه الفرصة، ولم يقدموا في مباراة القادسية ما يشفع لهم باستثناء اللاعب الجديد المحترف السوري عمر خريبين الذي كان يتقد حماسًا ويشتعل من الداخل ليكسب فريقه المباراة، ونتج عن ذلك تسجيله لهدف التعادل، ولكنّ زملاءه لم يساعدوه لا في الحماس والروح، ولا في الأداء الفني الأقل من جيد وخصوصًا من بعض اللاعبين.
مباراة القادسية متى عاد لها السيد دياز سيكتشف عدة أخطاء وقع هو فيها، ووقع لاعبوه فيها، وأول أخطاء دياز هي تفريغ الوسط واللعب بثلاثة لاعبين "ادواردو وخريبين وليو"، وهؤلاء لا يمكن لأحدهم العودة للخلف أو صناعة اللعب، وهذا ما أثر على الوسط الهلالي الذي افتقد للاعب مثل نواف العابد يجيد المراوغة والصناعة والتهديف، أما أخطاء اللاعبين فهي كثيرة جدًا، حيث افتقد الكثير منهم للتركيز، ولعل أول هؤلاء اللاعبين هو ياسر الشهراني الذي منذ عودته من الإصابة وهو يمر بمرحلة عدم إتزان، وانخفض مستواه بشكل كبير وغير معقول، فياسر النجم الذي حظي بالإشادة في السنوات الثلاث الأخيرة، لم يعد كما كان، وتراجع مستواه بشكل لافت، وعليه أن يتدارك وضعه ويصحح أخطاءه لكيلا يتراجع أكثر، فياسر لاعب موهوب، واللاعب الموهوب بإمكانه العودة في أي وقت خاصة متى كان ملتزمًا بالانضباط خارج الملعب، وهذا ما نعرفه عن ياسر الشهراني، كما أن ليو في آخر مباراتين لم يقدم ما يذكر، واكتفي بالوجود في الهجوم الهلالي من دون أن يكون له دور في التسجيل أو التحرك وإشغال المدافعين..!
الهلال خسر نقطتين من أمام القادسية ولكنه ما زال يتصدر الدوري، ولن يكون تحقيق الدوري مستحيلاً إن لعب اللاعبون بروح وحماس وإخلاص للشعار الذي يرتدونه، أما إن بقي الوضع على ما هو عليه، ولعبوا بنفس الروح التي لعبوا فيها أمام القادسية فسوف يكون تحقيق الدوري بالنسبة لأشباه اللاعبين حلمًا.
بقي أن نقول.. لاعبو الهلال يستمتعون بإجازات كبيرة جدًا، وبعد كل مباراة تكون هناك راحة للاعبين سواء فاز الهلال أو خسر، وهذا من وجهة نظر الكثيرين خطأ يجب على إدارة النادي الانتباه له.
والسؤال هنا.. ماذا قدم اللاعبون في مباراتهم مع القادسية...!؟ الحقيقة لا شيء..! فلماذا يتم إعطاؤهم راحة وهم في الأصل لم يتعبوا كثيرًا، كما أن منحهم راحة بعد الهزيمة أو التعادل الذي يكون بطعم الهزيمة يشعر اللاعب بأنه لم يقصر...!
خاتمة..
بقي على الدوري تسع جولات، يجب أن تكون عبارة عن تحدٍ للاعبين والجمهور، فاللاعبون يجب أن يجدوا أنفسهم لتحقيق الدوري الذي غاب عنهم خمسة مواسم، كما أن التحدي الآخر ينطلق من كون منافسهم على اللقب هو فريق الأهلي الذي تفوق عليهم الموسم الماضي وحقق الدوري أمامهم، كما أخرجهم من كأس الملك، ويجب ألا يتكرر هذا خلال الموسم الحالي، هذا إن كان لدى اللاعبين إحساس بالمسؤولية، أما الجمهور فيجب أن يدعم فريقه خلال الجولات القادمة، ويجب أن يحضر في كل المباريات إن كان فعلاً يحتاج للقب الدوري، ويجب أن يتحرك الانتقاد للمختصين، فدور الجمهور هو الدعم، ومن ثم المحاسبة أن أخفق الفريق.