سعد الدوسري
على الرغم من الأجواء الرائعة التي صاحبت إجازة منتصف العام الدراسي، وعلى الرغم من الأحاديث المتزايدة عن تدني مداخيل الأفراد، إلا أننا لاحظنا حركةً لافتة للسفر خارج المملكة، وخاصة لدول الخليج. لكنني، وحسب الرصد الشخصي، شعرت خلال هذه الإجازة، بأن بعض العائلات بدأت تؤقلم نفسها على البقاء في المدينة التي تقيم فيها، وعلى الاستمتاع بالبرامج الترفيهية المتوفرة. فمثلاً، أغلق مركز الملك فهد الثقافي أبوابه قبل بدء حفل «نغمات ثقافية»، بسبب الإقبال الشديد. وكذلك الحال مع الفعاليات النسائية التي نظمها المركز لمدة ثلاثة أيام. نفس الأمر حدث في فعاليات جدة الفنية وفي فعاليات الأحساء والدمام والطائف وتبوك وأبها.
السفر للخارج خيار شخصي، يضطر إليه البعض بحثاً عن الترفيه لعائلاتهم. هذا ما يجب أن تفهمه كل المؤسسات الرسمية والأهلية التي تعمل مع هيئة الترفيه. لن تستطيع الهيئة أن تفعّل برامجها، إذا كان معظم المسؤولين في المؤسسات الأخرى يضعون العراقيل أمام الفعاليات المقررة؛ هل يعقل أن يضم البلد الواحد مؤسستين رسميتين، واحدة تعمل بتوجيه من الدولة للترفيه عن مواطنيها، وواحدة تحارب بكل ما أوتيت من قوة لوأد هذا الترفيه؟! معقول؟!
سألت أحد الزملاء، قبل موعد حفل نغمات ثقافية:
- هل ستحضر؟!
- لا.
- لماذا؟!
- ما راح يخلونكم.
وبعد أن انتهى الحفل بنجاح، قال لي:
- احلق دقني إن سويتوا غيره!
أرجوكم، لنحتفل كل أسبوع بحلق ذقنه.