فهد بن جليد
لن أستغرب لو بدَع أحد شعراء المحاورة (ردِّية هجائية) في فنان العرب محمد عبده، بحجة الدفاع عن حياض (القلطة) وما تتعرض له من خطط ومؤامرات تُحاك ضدها بهدف إسقاطها (كفن شعبي) أصيل، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة من هرم الأغنية العربية؟!.
برأيي أنّ فنان العرب لم يكن موفقاً عندما فجَرَ (فتواه الشهيرة) بأنّ شعر المحاورة (قلطة مُحرمة) أساءت لمسرح المفتاحة، كنتُ أتمنى أن يسعه السكوت كما وسع غيره ؟ وإن كان ولا بد، فليوجِّه الانتقاد فقط للقائمين على مسرح المفاتحة (كأكبر مسرح) يُمكن أن يُستثمر في أنشطة الترفيه والمهرجانات التي يرى أنها أكثر أهمية من مسابقات شعراء القلطة، دون أن يتعرض (لفن شعبي) له جمهوره ومحبوه مهما اختلفنا معه؟!.
أرجو أن لا يكون محمد عبده سقط ضحية حيلة بعض (الصحفيين) كما يتضح من المقطع، مُستنداً على القاعدة الشرعية التي تُحرم تأخير البيان عن وقته، بحكم أنّ الشتاء سيغادر قريباً وسيبحث الناس عن الصيف ومهرجاناته، كل من هاجموا محمد عبده لا يمكن تصنيفهم من محبي القلطة أو شعر المحاورة، بقدر ما هو استغلال للشهرة العريضة لفنان العرب وزلة لسانه، للبحث عن بقعة ضوء هنا أو هناك ؟!.
تضارب فتاوى التحريم الفنية بين محمد عبده وشعراء المحاورة، يجب أن تنتهي ويتم إغلاق هذا الملف نهائياً، لمنع المزيد من الخلافات والجدل حول التحريم الذي بدأ من الموسيقى وانتهى بالقلطة، مما يُذّكي الانقسام الملحوظ أصلاً بين ألوان الفنون السعودية !.
من حق شعراء المحاورة الدفاع عن أنفسهم وعن فنهم، والتعريف به أكثر، وإزالة الغبش الذي أحدثته التصريحات الأخيرة، ومن حق محمد عبده أن يُطالب المسؤولين عن مسرح المفتاحة باستثماره في الأنشطة والمهرجانات الغنائية والفنية، بالطريقة التي يقترح أنها تخدم الحركة الفنية السعودية وهو أحد أعمدتها، ولا يجب أن نزيح أو نهاجم الآخرين ونُصادر أذواقهم، أو نقلل من جهود مهرجانات ومسابقات حققت شعبية ونجاحات عريضة عند شريحة من المجتمع!.
الفجور في الخصومة أمر مرفوض، حفاظاً على (الذائقة الفنية) عند الناس على أقل تقدير، فإذا كان هذا هو حال أهل الفن والشعر والإحساس والموسيقى، فلا عتب على غيرهم؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.