د. ناهد باشطح
فاصلة :
(( ليكـن هناك نور))
«سالزبورجر» مؤسس «الواشنطن بوست»
حضرت مؤتمراً نسائياً وتعجبت أن لا وجود لأي صحافية فيه!!
الجهة المنظمة يمكنها إعداد التغطية الصحافية أو الاستعانة بأحد شركات أو مؤسسات العلاقات العامة المنتشرة،
لكن القضية ليست مجرد تغطية صحفية بل الإشكالية في انعدام الحس النسوي لدى معظم الصحافيات، ولست ألومهم لأن المؤسسات الصحافية لم تنتبه بعد إلى أهمية الوعي النسوي في صحافييها الرجال والنساء وهذا بدوره أثر على اهتمام الصحف بقضايا المرأة حيث كشفت دراسة فاطمة باسماعيل عام 2016 أن اهتمامات ثلاث صحف محلية هي عكاظ والحياة والاقتصادية عام 2008م كانت بسيطة وهناك غياب واضح لصفحات المرأة.
إن نقص وجود الحس النسوي قد أثر أيضا على صورة المرأة في الصحف المحلية حيث يصف الباحثون هذه الصورة بالمشوشة أو المتناقضة وهذا ما كشفت عنه دراسة للأستاذة سمر فطاني عام 2008 إذ قالت إنه يمكن أن يجد القارئ للصحف السعودية خبراً إيجابياً عن المرأة وفي نفس الصفة خبراً ضدها.
في مجتمع مازالت كلمة «النسوية» فيه حساسة يمكننا فهم هذا التغييب لطرح قضايا المرأة بسطحية أو وجود صورة تقليدية للمرأة في الصحف المحلية.
لن ألقي اللوم على الصحافيات فغرف الأخبار لدينا يسيطر عليها الرجل بشكل كامل بينما تختلف نسب سيطرته في جميع مؤسسات العالم الصحفية.
لن ألوم الصحافيات لأن الناس لا يعرفون أنهن غالبا يتفاجئن بنشر موادهم مثل القارئ تماما فهم لا يستطيعون متابعة موادهم عبر قنواتها وربما تفاجئوا بوضع صور وتعليق على الصور لا يوافقون عليه وربما تغيرت العناوين أو اجتزئت المادة.
غياب التغطية الصحافية للفعاليات النسائية ليس أمراً هيناً بل له انعكاسات على صورة المرأة السعودية في الصحف المحلية وهذا بدوره يعتبر مصدرا تستند عليه الدراسات في بحث صورة المرأة في الصحافة الغربية.
لن ألوم الصحافيات إلا في شيء واحد أنهن مازلن ينتظرن الدعم ليبدعن في المهنة ولربما وجدنه لكن من تجربتي التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود فإنه من النادر أن أحدا يهتم بشكل عميق بقضايا المرأة لدينا إنما هو دعم يستجيب لتطلعات الدولة
لذلك لا بد من استفاقة قوية من الصحافيين والصحافيات باتجاه الوعي بقضايا المرأة السعودية حتى لو لم تهتم بذلك مؤسساتهم الصحافية.