«الجزيرة» - محمد المرزوقي / عدسة - محمد المرزوقي:
أقيمت مساء يوم أمس الأول، الأمسية الشعرية (الأولى) التي نظمها المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 31» في دورته لهذا العام، وذلك بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي الثقافي، بمقر النادي في الملز، حيث بدأت الأمسية بكلمة لرئيس مجلس إدارة النادي الذي رحب بشعراء الأمسية وضيوفها قائلا: يتشرف النادي بإقامة الأمسية بالتعاون مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وذلك ضمن برنامجه الثقافي، حيث تأتي الأمسية ضمن أمسيات البرنامج الثقافي (الشعرية) التي ينظمها المهرجان بالتعاون مع الأندية الأدبية في عدد من مناطق المملكة.
ومضى الحيدري في كلمته قائلا: عندما نتحدث عن الأندية الأدبية ونصفها تحديدا لضيوف المهرجان من خارج المملكة، فإن الأندية الأدبية تسهم من موقعها الأدبي والثقافي بوصفها منظومة منتشرة في مختلف مناطق المملكة، التي يبلغ عددها (16) ناديا، أسس منها بدء (6) أندية عام 1975م التي تعد أقدم الأندية تأسيسا، إذ تجاوزت في مسيرتها هذا العام الأربعة عقود في مضمار العطاء الثقافي والأدبي، حيث تمثل الأندية الأدبية الثقافية روافد مهمة في مسيرة الحركة الثقافية والفكرية عبر العديد من المسارات المنبرية، على جانب إقامتها للملتقيات الأدبية المتلفة، ومعارض الكتب المصغرة، إضافة إلى ما تسهم به لجانها من غثاء للحراك الثقافي في حقول أدبية وإبداعية مختلفة.
أما عن موقع نادي الرياض الأدبي الثقافي، عبر خارطة الستة عشر ناديا، فقال الحيدري: ناي الرياض كغيره من أندية المملكة يواصل سعيه الحثيث إلى خدمة الحركة الأبية والثقافية في المملكة، التي أخذ على عاتقه القيام بها لأكثر من أربعين عاما، إذ أصدر النادي أكثر من (300) كتاب، إلى جانب إصداره مجلتين أدبيتين ثقافيتين الأولى «قوافل» أما الأخرى فدورية «حقول» وهما دوريتان محكمتان، إضافة إلى إصدار النادي لـ»منشورة» ترصد مختلف مناشطه المختلفة، فيما يقوم النادي بمواصلة إقامة ملتقاه تحت مسمى (ملتقى النقد الأدبي) الذي يعقده النادي كل عامين، والذي ما يزال منتظما في إقامته منذ (10) سنوات، فيما يقدم النادي «جائزة كتاب العام» بشكل سنوي، بالتعاون مع بنك الرياض، إذ تبلغ قيمة الجائزة (100000) ريال، حيث تعد هذه الجائزة من أبرز جوائز الأندية الأدبية في المملكة، مختتما كلمتهن بأن النادي يحرص على تقديم مناشط نوعية وتطوير اذرع اللجان العاملة فيه من خلال (منتدى الشباب الإبداعي) وغيره إضافة إلى الحرص الحثيث على تطوير «معرض الكتاب الخيري» الذي يقيمه النادي خلال شهر رمضان من كل عام، ريعه فحدى الجهات التي تسهم بدورها في تقديم خدمات خيرية اجتماعية.
بعد ذلك بدأت الأمسية بأولى جولاتها الثلاث التي أدارها الدكتور غنام المريخي، وذلك بمشاركة كل من: الشاعرة آمال موسى من تونس، والشاعر أحمد الحريش من المغرب، والشاعرة تهاني الصبيح من المملكة، والشاعر سعود اليوسف من المملكة، حيث استهلت الموسى نصوصها بقصيدة: صور بلا إضاءة، فقصيدة: تشويش؛ فشراب القلق والخوف، ثم نص بعنوان:كنا نتقاسم القلق.. ثم ألقى الحريش جملة من قصائده جاء منها: لم ينشف حبرها بعد؛ ما قلت شعرا؛ ابن بطوطة؛ فيما أعقبته الصبيح بقراءة نصوصها: البدوي الذي ما زلت أبحث عنه؛ وقصيدة: سيرتي الذاتية؛ فنص اقصص لنا الرؤيا، ثم حدودك أنا، ثم ألقى الدكتور سعود اليوسف قصائده: جواب يفتش عن سؤال؛ سنينه.. إذ تحدثني؛ ما يمليه الرحيل وتكتبه خطاك.
أما الجولة الثانية، فقد استهلتها الموسى بقصيدة مطولة بعنوان: القدر برؤية المعري، ثم دم الحريش: سترجع نحيينا بما عتق الكأس، سرير لعروج في صوفية الجسد؛ كما قد يحزر النرد؛ يوزعني شتات الناس، فيما ألقت الصبيح نصوصها: لما هو شيء طائف، نخل الأحساء.. تلاها اليوسف بإلقاء قصائده: صحوة الرماد؛ صحراء انتظاري وغيمة الموعد أنت.. لتتواصل الجولة الثالثة بتقديم شعراء الأمسية جملة من نصوصهم المتنوعة في الأغراض الشعرية بين الرثاء والوصف والمدح، طارقين العديد من الموضوعات الشعرية على مستوى الذات نصا، على مستوى الاجتماعي نصا آخر.. ومن أجواء الأمسية تأتي قصيدة بعنوان:»تأملات في محراب ملامحه» اليوسف التي جاء إهداؤها: إلى أبي إجلالا.. لم يصل إلى حد التقديس.
من رونق المحراب
حين سكنته
فتكاد تنبت في جبينك قبلة
ويظنك الراؤون ركنا من صلاة الليل
إذ روضته دهرا
بحمحمة السجود
عكفت فيه
على ابتكار مواسم من ارتقاء!
مثل السكينة سرت
تختصر المسافة
بين أمشاج لشوق الأرض مخصبة
وأمشاج السماء
كمقطع من..
... من دعاء!
لتكاد عنك الأرض تسأل
حين تذهلها
لتمنحها قداسة انتماء
من طينها قد صاغك الرحمن
أم طين الضياء؟!