أ.د.عثمان بن صالح العامر
من أخطر الأمور في حياة الأمم، ومستقبل الشعوب، وسلامة الأوطان، وأمن المواطنين أمر الفكر بدلالته الواسعة ومضامينه المختلفة، ولذا سكّ في هذا الزمن مصطلح «الأمن الفكري» وتعددت منابره، وانعقدت من أجل تحققه المؤتمرات والندوات واللقاءات، ولكثرة الأفكار التي تتداول في عالم اليوم، ولسهولة انتقالها، ولوجود مَن يروّج لها ويصفّق بعلم أو من باب التقليد والتبعية أو حباً للمخالفة والتفرد، وقد يكون رغبة في التعلق بالجديد، ولأننا وطنٌ ينتظر منه العالم بأسره- خاصة الإسلامي- أن يقدّم له هذا الدين العظيم الصالح لكل زمان ومكان بصورته السلفية الوسطية الناصعة، ولما يترتّب على هذه المسؤولية من تكليف وتبعات توجب البيان والرد على الأفكار والثقافات، وتقييم الأحزاب والجماعات، وتفنيد شبههم بالحجة والبرهان «الأدلة النقلية والعقلية» وبجميع اللغات ولكل الأفهام، لهذا ولغيره من الأسباب التي لا تخفى، ومع الاعتراف بالجهد الذي تبذله جامعاتنا الإسلامية ممثلة في أقسام العقيدة والثقافة والدعوة والمذاهب الفكرية المعاصرة، فإنني أرى أن وجود جامعة إلكترونية مستقلة بالدراسات الفكرية أضحى اليوم ضرورة ناجزة في ظل عالم مفتوح بلا حدود ولا ضوابط ولا قيود، تتخصص هذه الجامعة في الدراسات العليا، ويكون لها مسارات ثلاثة:
- الجماعات والأحزاب.
- المذاهب والطوائف.
- التيارات الفكرية والمدارس الفلسفية العالمية.
ويدرس المتخصص في أيٍّ من هذه المسارات ما يأتي:
- المكوّن العقدي.
- الفكر الاقتصادي.
- النهج التربوي.
- الفكر السياسي.
- الفكر الاجتماعي.
- الامتداد الجغرافي.
- البعد التاريخي.
- منهجية التفكير.
- الاستراتيجيات المستقبلية.
- المكوّن الإعلامي.
وتقبل هذه الجامعة خريجي العلوم الإنسانية ( قانون، سياسة، اقتصاد، عقيدة ومذاهب معاصرة، إعلام) من جميع بلاد العالم، ويكون مقرّها عاصمة المملكة العربية السعودية «الرياض»، أو «مكة المكرمة» قبلة المسلمين ومهبط الوحي.
- ويكون للجامعة مركز معلومات متخصص في الأفكار والفلسفات القديم منها والحديث، ويترجم في هذا المركز التراث العالمي في هذا الباب، ومن ثم تتكوّن مكتبة متخصصة يفد إليها الباحثون من جميع بلاد العالم لمعرفة الجديد في عالم الأفكار.
- ويصدر عنها مجلة إلكترونية محكمة في هذه المسارات الثلاثة الواردة أعلاه.
- تنعقد المؤتمرات عبر الشبكة العنكبوتية حيال الموضوعات ذات الصلة بالدراسات الفكرية.
ويكون للجامعة مجلس أمناء له صبغة عالمية موثوقة.
دمتم بخير وإلى لقاء والسلام .