كوثر الأربش
تقف د. لطيفة الشعلان ما بين التهويل والتعقُّل، ما بين إبصار الطريق والتخبُّط. كان من حسن حظي أنّ ترتيب الأبجدية جعلها تجاورني على مقاعد الشورى. هناك سمعتها للمرة الأولى. كانت صادقة، قوية، محددة الهدف. وضعت ما بين قلبها نساء الوطن، وكانت وطناً.
الفرق أنها عملت من الداخل، من العمق. وهذا ما أسميه الحكمة. الحكمة التي تشمل كل المصالح، تحقق الهدف المراد دون الإضرار ببقية الأهداف. حيث الطيش يحدث حينما تحاول بلوغ غاية ما، وتدهس في طريقك ما تدهس، دونما أدنى مسؤولية. الطيش في أن تقوم بعضهن بالعمل من الخارج. أذكر نكتة قديمة لجحا، عندما ضاع عليه شيء داخل البيت، وراح يبحث عنه في الخارج، حين سألوه عن السبب، قال: لأنّ البيت مظلم، جئت أفتش تحت ضوء القمر! أعتذر للنكتة، لكن هذا ما يحدث حينما يلجأ البعض للبحث عن حلول في الخارج بحجة العجز عنها في الداخل.
تعجبني د. لطيفة، إنها تقول - حينما تلجأ للرسائل الداخلية - إنني أطرق الباب الصحيح. سمعت حديثها المعبأ بالرحمة، صوتها المبلل بالكثير من الألم الصادق. لم تطلب مستحيلاً، هي فقط تضيف بُعدًا رابعًا للمثلث، تصنع مربعًا يستوعب المرأة. مَن يمكنه أن يتحدث بلسان النساء خيرًا من امرأة متعقِّلة، واضحة وصادقة؟
ليست وحدها من تقف في الواجهة، تتلقّى لوم البعض واتهاماتهم، بالكثير من الصبر والإصرار. هناك الكثير من الناضجات في الداخل، وإني أترقب بكل شغف، أن يصنعن تغييراً، وهو قريب. التغيير الذي يعيد المرأة لموضعها المتكامل مع الرجل، يحقق رؤية 2030 الذي يتطلع لها الجميع. إن من يعطي المرأة أهليتها الكاملة، يفكر بالأجيال، المستقبل، النماء والتطور. تحية احترام للشعلان، لكل النساء المتوازنات، للحكمة في تجلِّياتها..