عبد الله باخشوين
.. في أفلام الـ((أكشن)) يقوم ((المنتج)) باستئجار ((بدلاء)) مهمتهم تلقي ((الضرب)) من ((بطل)) الفيلم و((استقبال)) الضربات التي يتلقاها من خصومه الأقوياء.. ووفق ((تخصصاتهم)) فإن هناك من يقوم بـ((الحركات)) الخطرة في سرعة ((السيارات)) والحوادث التي تتعرض لها.. وفي تسلق ((الأماكن العالية)) والتدلي منها والسير على أطرافها.
وهؤلاء ((البدلاء)) عادة ما يكون عملهم احترافيا.. ولديهم طرق مدروسة لتجنب الخطر.. وتقوم شركات ((التأمين)) بالتأمين على حياتهم وعلى إصابات العمل التي قد تعيقهم عن ((الحركة)).. وذلك وفق شروط صارمة يلتزم بها البدلاء المؤمن على طبيعة عملهم.. غير أنه كان هناك زمن ما من تاريخ السينما.. يقوم فيه الأبطال بأدوارهم ويؤدون ((الحركات الخطرة)) بأنفسهم دون اللجوء للبحث عن ((بديل)).
كان أهمهم على الإطلاق الممثل الفرنسي الشهير ((جون بول بلمندو)) الذي احترف تمثيل أفلام الأكشن بخفة دم عجيبة.. وكان يقوم بتمثيل المشاهد الخطرة اعتماداً على قدراته دون أي بديل.. غير أنه -في أحد الأفلام- تعرض لحادثة سقوط عنيفة.. أدت لإصابته بشلل نصفي وأصبح مقعداً وتوقف عن ((التمثيل)).
غير أن هذا في الحياة الطبيعية.. غير ممكن بين عباد الله الأسوياء.. ولا أحد يفكر في جعل زملاءه وأصدقاءه وشركاءه بدلاء له يتلقون عنه ((الضرب)) والتعنيف وكل ما هو سيء ومشين قبل به.. لكنه خجل أو تعفف أو كره القيام به أو أشار بينه وبين نفسه وقال ((سوف أحيله إلى صديقي فلان.. وهو لن يقبل به طبعاً - لذلك سوف ((أدبسه فيه)) وأجعله يقوم به دون أن يعلم.. وإذا علم فلن يشير لي بأصابع الاتهام.. بل سيحيله إلى ((فلان)) لأنه عدونا المشترك وسوف يجد مني ما يؤكد له أنه هو بالفعل من قام به وتكمل المهمة وأخرج منها.. وأترك صاحبي وحبيبي يعاني نتائجها ويوجه ردود فعله نحو ذاك -منعول الوالدين- ربما يحدث هذا كنوع من التقليد لرجل مثل صدام حسين الذي لديه بعض البدلاء الذي أوعز باستخدامهم.
غير أن صدام -في الحياة الطبيعية- حالة استثنائية.. وبدلاؤه يعرفون أنهم بدلاء وكانوا يتقاضون أجوراً مقابل القيام بأدوارهم.. وفي حال عدم نجاح أحدهم في أداء دوره فإنه يعاقب أو ربما يعدم.
أنا في الحال الذي أشير إليه بين الأصدقاء والمقربين.. فإنه لا توجد قوة على الأرض تدفع أحدا لخيانة أصدقاءه بمثل هذه الطريقة إلا أن يكون.. إنساناً مريضاً.. ولا أمل له في الشفاء وهو صغير جداً أمام نفسه.. وهذا المستوى من الصغر.. قد يجعله لا يخجل إذا ما انكشف أمره ويقول بـ((الطقاق)).. لأنه سوف يعمد لعدم لقائهم مجدداً.. لكني -دائماً- أتمنى أن أعرف طبيعة ما يدور في خاطر مثل هذا عندما يقف أمام ((المرأة)) ليرى وجهه وهو يعدل رزة ((العقال)).