صيغة الشمري
أغلبنا لا يعرف أن نظام ساهر لرصد المخالفات المرورية هو مجرد شركة متخصصة متعاقدة مع المرور، عبر عقد تجاري بحت يقضي بأن لها نسبة من المال الذي تجنيه من المواطنين الذين ترصد مخالفاتهم المرورية، أي أن المسألة تجارية بحتة تعتمد على أكبر قدر وقدرة من جمع المال، كل شي يتطور في ساهر ويتقهقر إلى الوراء في كثير من الخدمات التي من المفترض أن يجدها المواطن من المرور فيما عدا خدمات ساهر، إذ لم يعد لدينا أدنى شك بأن دورها محدود بسلامة المواطن والحرص على أرواح المواطنين وراحتهم، والدليل بأن معدل وفيات وإصابات حوادث المرور لم يتغير كثيراً بل قد يكون ازداد بشكل كبير، حتى ساهر نفسه لم يضع على عاتقه تقديم أولويات يحتاجها المواطنون منه مثل وضع أولوية وحلول للقضاء على ظاهرة التفحيط مثلاً، على الأقل وضع كاميرات ورصد آلي في شوارع معروفة مسبقاً بأنها شوارع يستخدمها المراهقون للتعبير عن أنفسهم وتفريغ شحنات التمرد لعدم وجود أماكن لممارسة هوايات أخرى أقل خطورة من التفحيط، عندما يكون الهدف هو جيب المواطن تجد الدقة والمهارة والتطور التنكولوجي المبهر يحضر بسرعة البرق وعندما يكون الهدف هو حماية المواطن تجد البدائية والمماطلة والإهمال لدرجة لا تصدق، تماماً مثل الفرق بين سرعة رصد مخالفتك بدرجة عالية من الدقة تصل لتصويرك داخل كبينة سيارتك وأنت مهمل حزام الأمان أو تهاتف بالجوال والفرق بين احتياجك لسيارة مرور تنقذك عند تعطل سيارتك بسبب حادث مروري أو غيره، يضيع وقتك وتفلت أعصابك وأعصاب المارة وأنت تنتظر سيارة نجم أو سيارة مرور أو حتى سيارة (آيسكريم) تستعيد بها أعصابك وأنت تتخيل برودة الآيسكريم في صيف حارق لا يقدر فيه رجال المرور وقتك ولا أعصابك ولا تأخيرك عن مصالحك، يبشرنا المرور بأربعة آلاف كاميرا جديدة، ألمانية وسويسرية وإيطالية الصنع ولو كان بينها شركة سعودية لهانت المصيبة، ويبشرنا بجهاز تقني عالمي سوف يتمكن من مخالفي رصد الخط الأصفر وحفظ كرامته التي لا يقيم لها السعوديون وزناً، لن يستطيع أحد بعد اليوم عدم احترام الخط الأصفر وسيعمل له ألف حساب، ولكن السؤال ماذا فعل المرور قبل هذا اليوم لرسم وتوضيح الخط الأصفر؟! الذي بالكاد تراه أو تعرف حقوقه الضائعة التي تذكرنا به ساهر وقرارها في الدفاع عنه فجأة!