لبنى الخميس
بعدما ساعد شركات ضخمة مثل نايكي وكوكولا وسيتي بنك على خلق فرق تفكر بشكل استثنائي، وأسس شركته الخاصة في مجال صناعة العبقرية المؤسسية، ألف كريس براون كتاب بعنوان «تألق وأبدع». قد يبدو العنوان تقليدياً أو تجارياً لكن المحتوى فعلاً مميز وصادم أحياناً.. أشارككم 5 نقاط لفتت نظري من محتوى الكتاب.
«72 في المائة من الأفكار العظيمة لم تولد بعد»
في التاسع من يناير من عام 2007 وقف ستيف جوبز بنظارته الطبية المستديرة وقميصه الأسود وحذائه الرياضي الأبيض الذي يوحي بشغفه وجاهزيته كقائد، وأعلن عن إطلاق أول جهاز آي فون. يصادف يناير الماضي الذكرى العاشرة على هذه المناسبة العظيمة، ولادة فكرة مجنونة وفعالة جداً.
قد يعتقد البعض وهو محاط بعشرات الأجهزة التي تسهل حياته، والأفلام التي ألهمت مخيلته، والأدوية التي سكنت آلامه، والتطبيقات التي وثقت ارتباطه بالعالم، بأن الأفكار العظيمة قد نفذت.. وأن لا مكان إلا للاختراعات الأقل عظمة.. لكن هناك بحث نشر مؤخراً يشير إلى أن 28 في المائة من الأفكار الممكنة والرائدة مثل اختراع العجلة، ودواء الزهايمر، ووجبات ماكدونالدز قد ابتكرت حتى الآن، ما يعني أن هناك 72 في المائة من الأفكار الثورية لم تطرق بعد.. ألا يبدو هذا الرقم مغرٍ وواعد ومحرج أيضاً.. لكل شخص فكر بفكرة عظيمة لكن خبأها اعتقاداً منه بأنه أصغر بكثير منها؟
«كونك مشغولاً.. لا يعني أنك مهم!»
حين نكون مشغولين نعتقد أننا ننجز شيئاً ونشعر بأننا مهمون.. لكن الحقيقة مختلفة جداً: إذا كنت غارقًا في انشغالاتك وتبدو عليك علامات فقدان السيطرة على وقتك وحياتك، فإنك تفقد بشكل تدريجي تأثيرك وتألقك.. وتبدأ سمات كاريزما القائد والإنسان بداخلك تنطفئ.. كونك تحولت إلى آلة تنفيذية أكثر من شعلة تحفيزية. أسأل أي خريج جامعي جديد.. ما هي سمات المدير الذي تعمل عنده؟ غالباً ما سيكون قائداً ملهماً قادراً على أن يمنحني من وقته، ويزرع فيني المعرفة والثقة والحماس لإنجاز المشاريع . كون التركيز ومنح العلاقات الإنسانية حقها تجعلنا أكثر تأثيراً وسحراً يصنع المعجزات.
«كل الناجحين عباقرة.. اعتقاد مدمر»
حينما يعتلي شخص منصة المسرح لتسلّم جائزة يميل البعض للاعتقاد بأن هذا المشهد يقدم صورة صادقة عن حياته الزاخرة بالنجاح، وحينما يظهر مشاهير السوشل ميديا ساعة من وقتهم وهم في أوج تألقهم وذروة شعبيتهم نميل لتجاهل الثلاث وعشرين ساعة الباقية، الساعات التي عانوا فيها من الإحباط أو الوحدة.. والمواقف التي ذاقوا فيها طعم الفشل وتجرعوا مرارة الرفض والشعور بعدم الثقة بالنفس.
النجاح المطلق خرافة.. والفشل المستمر كذبة.. فالحياة تراوح ما بين لحظات التألق الشديد ولحظات الإحباط المرير.. هذا الاعتقاد يجعلنا نتذكر بأن العظماء والناجحين ليسوا عباقرة بالضرورة.. بل بشر لم يترددوا . بتقديم أفكارهم حتى لو بدت لهم نصف فكرة واللحاق بأحلامهم حتى وإن امتلكوا نصف ثقة. كن واثقاً بأنك لا تستطيع أن تملك الأجوبة دائماً.. ولا تخف أنك تقول لا أعرف لكن سوف أتعلم.. فالنجاح رحلة ممتعة لا طريق معبد بالخوف والهواجس.
«إذا كنت أذكى شخص في الغرفة.. فأنت في الغرفة الخطأ»
يطرح الكاتب فكرة جريئة وهي إذا كنت تريد فعلاً أن تتألق أحط نفسك بالمواهب التي تخيفك.. والتي تقرع بشكل مستمر جرس إنذار التقدم في داخلك. لا تخف أنه يستولون على عملك.. لأن هذا بالضبط ما تريده منهم.. إذا لم يأخذوا مكانك لن تتقدم لمكان أفضل.. وتصبح القدوة التي يتمنون أن يحققوا نجاحها. وجودك بجانب أشخاص أقل منك طموح وموهبة مريح وآمن.. لكن سيجعلك في منطقة راحتك وهذه المنطقة خطرة لو أطلت المكوث فيها.
«مارس نشاطاً جسمانياً»
يؤكد مؤلف الكتاب بأن معظم الرؤساء التنفيذيين والمديرين الذين قابلهم كانوا من النوع المهووس بممارسة الركض أو السباحة أو ركوب الدراجة. فمن باراك أوباما إلى وارن بافيت إلى ريتشارد برانسون، جميعهم كانوا يخصصون وقتاً لممارسة الرياضة حتى إن الإغريق كانوا يعتقدون بأن المشي هو رياضة الفلاسفة.
نقضي وقتًا طويلاً في تمرين عقولنا.. وتلميع سيرنا الذاتية.. وننسى بأننا لسنا جسداً يمشي فقط ولا عقلاً يعمل فحسب، بل مزيح دقيق بين الجسد والعقل والروح.. إذا نجحنا في تحقيق معادلة التوازن بينهم حققنا ليس فقط النجاح بل السعادة أيضًا.