محمد بن علي الشهري
في حسابات وأعراف الفرسان والعقلاء، لا يمكن لأي طرف أن يمارس أي نوع من أنواع (الهياط) والتباهي أمام الطرف الآخر إلاّ إذا تفوق عليه وتجاوزه فعلاً لا قولاً، أو يتساوى معه على أقل تقدير، ولكن الوضع يختلف تماماً في أعراف وحسابات عكسهم، فبمجرد أن تخدمهم الظروف للحصول على (غنيمة) متواضعة ما على حساب الطرف الآخر الذي لطالما أذاقهم ( العلقم ) هاجوا وماجوا هياطاً، وتناسوا الماضي البعيد والقريب بكل مراراته ومآسيه، بل تناسوا حجم الفاتورة الباهظة؟!.
على سبيل المثال: وسطنا الرياضي بكافة أطيافه يعلم يقيناً مدى علو كعب الفريق الشبابي على شقيقه الأهلاوي، على الأقل خلال الأعوام الأخيرة، وعلى كافة الأصعدة، إلى حدّ (الإذلال)، إِذْ شهدت أكبر فضيحة يُمنى بها فريق يصّنف ضمن فئة الكبار، والتي ستظل وصمة في تاريخه إلى أبد الآبدين، ألا وهي تلك المواجهة الشهيرة التي جمعت بين الفريق الشبابي والأهلاوي، حين أخذ نجوم (فرقة الرعب) في التساقط الواحد تلو الآخر على أرض الملعب من خلال حيلة تصنّع الإصابة بعد أن بلغت النتيجة نصف درزن من الأهداف، ولا سيما أن المؤشرات كانت تنبئ بمضاعفة النتيجة، وهو ما حدا بالحكم إلى إيقاف المباراة عند ذلك الحد، في سابقة فريدة في ملاعبنا يندى لها الجبين؟!!.
غير أن احتفال الإعلام الأهلاوي المبالغ فيه بالفوز على نظيره الشبابي منذ أيَّام في مباراتهما الدورية، وبنتيجة منطقية جداً، قياساً على الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق الشبابي، من نمونة (بثلاثة زبطوه) وغيرها من العناوين التي حملت في مضامينها وبين سطورها قدراً كبيراً من التطاول والإساءات بحق (شيخ الأندية) منها قولهم: (كسبناهم في الملعب وخارج الملعب) تعبيراً عن التباهي بـ (سرقة العويس) التي لا يشرّف أي منتم للرياضة التباهي بمثلها عطفاً على ما انطوت عليه من الألاعيب والحيل، لعل أقلّها (البنتلي)؟!.
وهنا يبرز السؤال حول من يحق له ممارسة التباهي المستند الى الوقائع التاريخية الموجعة، لا على (التهريج) والهلاميات؟!.
الثعلب فات فات؟!
من الصعب جداً على أي (مفوّه) أن يَتمكن من إقناع الكثيرين من النصراويين وغير النصراويين، من أنه لا علاقة البتة بين رحيل (زوران) من تدريب النصر وبين خلافاته مع (حسين)، وبخاصة أولئك الذين هم على دراية وافية بما يتمتع به الكابتن من صلاحيات ونفوذ على كافة المستويات داخل الفريق وخارجه، وأن مسألة (طرد) زوران عقب ما حدث بينه وبين حسين، إنما هي مسألة وقت لا أكثر.
يدعم هذه القناعات حالات التسويف والتململ التي مارستها الإدارة النصراوية في مسألة التجديد للمدرب في الوقت المناسب، بعد أن وجدت نفسها بين مطرقة مطالبات السواد الأعظم ممن تهمّم مصلحة الفريق بضرورة التمسك به، ولا سيما أن تلك المطالبات مدعمة بالنتائج والمستويات الباهرة التي يقدمها الفريق تحت إشرافه، فضلاً عن مظاهر الانسجام المتبادل بين اللاعبين ومدربهم.. وبين نفوذ وسطوة الكابتن، لهذا لجأت إلى إصدار ذلك البيان (الأعجوبة) المتضمن النيّة المستقبلية للتجديد مع زوران، على طريقة المثل الجنوبي الذي يقول: (احذف عصا وعند مطماها سعة) والمعنى اللعب في مضمار عامل الوقت.
سألت أحد الأصدقاء النصراويين المخضرمين الذين يُعتدّ بآرائهم فيما يتعلق بالشأن النصراوي عن بيانات ردود الأفعال التي أصدرتها الإدارة تباعاً في أعقاب مغادرة زوران إلى العين: ألا تكفي لإقناعكم بموضوعية ووجاهة المبررات التي تضمنتها تلك البيانات من أن مغادرته كانت ضد رغبة الإدارة، فضحك وقال : تعني تلك المسرحيات المقصود منها ذر الرماد في العيون، بدليل الفارق الزمني القياسي بين الإعلان عن مغادرة زوران وبين التعاقد مع خليفته، فقط (سويعات) هي (مسافة السكّة)؟!.
رسالة قصيرة جداً:
إلى نجوم الزعيم:
إذا كنتم تعتقدون أن لاعبي الفرق الأخرى سيستقبلونكم على أرض الملعب بالورود.. فابحثوا لكم عن مهن أخرى غير كرة القدم، هذا إن وجدتم.