عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت بعدد الاثنين 30 محرم 1438 على ما كتبه الأستاذ سعد آل ثقفان تحت عنوان (التبعات السلبية لتوطين الاتصالات)، وقد تحدث عن ما أسماه سلبيات قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بشأن توطين مهنتي بيع وصيانة الجوالات بنسبة 100 % واقتصار ذلك النشاط على السعوديين.
هنا سأورد ما سمّاه الأستاذ سعد سلبية لتوطين قطاع الاتصالات حيث ذكر الآتي:
1 - قال إن السوق بعد خروج غير السعودي (سوق غير تنافسية؛ وذلك لاقتصاره على المواطنين فقط، مما يؤدي إلى انخفاض عدد المحلات وبالتالي ارتفاع أسعار السلع والخدمات المقدَّمة من تلك المحلات).
وردي عليه أن هذه ليست بسلبية أبداً، فالسوق ما زال تنافسياً وبكل اقتدار بين السعوديين أنفسهم فهم في مضمار واحد تنافسي ولا علاقة بخروج غير السعودي أبداً بغياب التنافسية!!.
2 - ذكر الأستاذ سعد قلة خبرة المواطن في ذلك المجال، وقال: (فالمفترض أن تكون نسبة السعودة في البداية 50 % وبذلك يستفيد المواطن من خبرات العامل الأجنبي ثم ترتفع نسبة السعودة بعد فترة من الزمن).
وردي على ذلك هو أن هذا القرار لم يطبق دون خطوات مسبقة، بل تم تدريب الراغبين من السعوديين في الدخول في هذا المجال بإلحاقهم في برامج مخصصة لذلك المجال في كليات ومعاهد تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وأضف إلى ذلك أن الدولة - أيدها الله - قدمت مع هذا القرار الحكيم قروضاً ميسرة تشجع السعوديين للانخراط في هذا المجال, وما ذكره الأستاذ سعد من الـ 50% سعوديون ليبقى 50% غير سعوديين فيه تفويت لـ50% من فرص هذا القطاع الهام على السعوديين وقضية استفادة السعوديين من خبرات العامل غير السعودي لا أتوقعها أبداً, فهل يعقل من عامل غير سعودي أن يعلم سعودياً ليخرج بعد حين من سوق يكسب فيه ذهباً؟!.
3 - قال الأستاذ سعد إن (قطاع بيع وصيانة الجوالات غير منظّم؛ فمثلاً أغلبه يتكون من مجموعة صغيرة من المحلات (كشكات) والذي أرى هو تحديد حد أدنى لمساحة محلات بيع وصيانة الجوالات).
وهنا أقول السوق منظم وتقوم عليه جهات حكومية موثوقة نجحت في إدخال السعودي في هذا السوق ولن تعجز عن تنظيمه بكافة جوانبه ومنها المساحات التي ذكرتها.
4 - قال الأستاذ سعد (قبل التوطين كان هناك من الإخوان العرب الذين يمرون بأزمة سياسية في أوطانهم أجبرتهم الظروف على العمل في ذلك القطاع فعندما يوطّن ذلك القطاع بالكامل أين يذهب هؤلاء؟ فلا بد من النظر في ظروفهم وجعل نسبة لهم من العمل في قطاع الاتصالات إلى أن تزول محنتهم -بإذن الله-).
وردي على ذلك سوق الاتصالات بيعاً وصيانة في بلادنا يدر ذهباً. وهذا الذهب أبناؤنا وأسرهم ووطنهم أولى به من غيرهم مهما كانت ظروف غيرهم!!, فليس من العقل أن يبقى السعودي عاطلاً مقابل أن نشغل غير السعودي!!, النظر لمصلحة السعودي أولى من النظر لمصلحة غيره!!.. ونسأل الله أن تزول مشكلاتهم آمين.
5 - قال الأستاذ سعد: (العمال الذين تركوا ذلك القطاع سوف تكون هناك مشاكل بسبب تركهم العمل في ذلك القطاع مما يسبب لبعضهم بطالة).
وردي على ذلك: في وطننا نحن نعالج بطالة أبنائنا متى وجدت, أما غيرهم فليس من مسؤولياتنا فمن كان عاطلاً من العمال غير السعوديين فقد خالف ما جاء من أجله والأنظمة والتعليمات تعالجها.
6 - ذكر الأستاذ سعد في آخر فقرة خوفه من (عدم وفاء بعض المقترضين بتسديد القروض الممنوحة لهم لاستثمارها في قطاع الاتصالات من البنك السعودي للتسليف والادخار، وذلك بسبب الاندفاعية لدى الشباب في قطاع جديد بالنسبة لهم ووجود تسهيلات في شروط الحصول على القروض من بنك التسليف، وهذا يؤدي إلى الإضرار بالطرفين (البنك والمقترض) وهذا ما ظهر سابقاً في توطين محلات في قطاع التجزئة).
وردي على ذلك: لا خوف ولا شيء من ذلك فبنك التسليف والادخار من جهة والمقترضون من شبابنا العاملين في هذا القطاع من جهة أخرى لا شك على قدر كبير من المسؤولية والحنكة والحكمة وكل يفي بما التزم به, ويا ليت الأستاذ سعد لم يذكر عبارة (الاندفاعية) فشبابنا السعوديون شباب ولله الحمد لديهم من ثاقب النظرة وواقعيتها الشيء الكثير وفي كل يوم يسجلون ولله الحمد نجاحاً كبيراً.
في الختام أُبشر الأستاذ سعد وأُبشر الجميع أن شبابنا السعوديين أثبتوا للجميع نجاحهم الكبير في قطاع الاتصالات فمنذ نفذ هذا القرار لم نجد ندرة في أجهزة الاتصالات ولا ندرة في الأيدي السعودية الماهرة في صيانتها, بل في رأيي أن قطاع الاتصالات وهو في أيدي السعوديين أشد تألقاً من الفترة ما قبل تطبيق سعودته، وسيرى الجميع -بإذن الله- مزيداً من نجاحات أبنائنا السعوديين فهم أولى بخيرات بلدهم وحكومة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- لم تتخذ قرار سعودة هذا القطاع إلا ثقة بالله ثم بأبنائها وحرصاً منها عليهم.
أحمد بن محمد الجردان - الرياض