نحن أمام قامة عظيمة، وشخصية محببة إلى النفس، قريبة من الوجدان، ذكرها يبهج القلب، ويشرح الصدر، ويريح النفس. شخصية لباسها الكرم والسخاء، جبلت على كل معاني الإنسانية، ومواقف الرجال النبلاء، تحس بآلام الغير، وتنتفض لمعاناة من يدق بابها، أو يستغيث بها. شخصية قريبة من الناس، تفرج كربهم، وتعطي فقيرهم، وتساعد مريضهم. فصدره قبل مكتبه مفتوح للصغير والكبير دون استثناء، وبكل سعادة وترحيب يسعى لقضاء حوائج الناس مهما صعبت، ولا يتأخر عن مساعدة أي أحد. وهو يتواصل مع الجميع دون وساطة من أحد.
قاصده لا يجد إلا منه قلبا خافقا، وأذنا مصغية، ووجها بشوشا، ونفسا مجيبة، وخلقا سمحا، ويدا تبادر بالعطاء، فضلا عما يتصف به من عطف وأبوة حانية في كل تعاملاته. تواضعه الجم يجعلك تشعر وأنت أمامه أنه أب حنون ينصت لك وأنت تتحدث إليه... إنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني.
عرف - حفظه الله ورعاه - بأنه رجل المواقف، وبحرصه الشديد على فعْل الخير، ومحبته للناس، وحمله هموم المواطنين. وهذا الجانب الإنساني لدى سموه أكبر من أن نحيط به، فليست ببعيدة عن الأذهان صورة سموه وهو يقبل كتف الجندي أول محمد يحيى المسعودي، والذي فقد ذراعه بعد إصابته أثناء مشاركته في الدفاع عن حدودنا الجنوبية، حيث أمر سموه بعودته إلى العمل في وظيفة تتناسب مع قدراته، وذلك بعدما علم أنه سيحال للتقاعد بسبب عجزه؛ مؤكدا سموه أن الحرس الوطني لا يفرط في أبنائه الأبطال. ومواقف سموه لا تحصى كثرة، ولولا ما عرف عنه من عدم حبه للمديح، وحرصه على قضاء حوائج الناس بالكتمان، وأن تكون بعيدة عن الأنظار، خالصة لوجه الله تعالى، لسردنا منها الكثير.
وهذا الجانب الإنساني هو الجانب الأول من شخصية سيدي سمو الأمير متعب، أما الجانب الثاني فهو الجانب القيادي، فهو قيادي من الطراز الأول، حباه الله عقلا متقدا وحنكة، ورؤية مستقبلية بعيدة المدى، فهو -بحق- صقر الحرس الوطني؛ فبصماته الواضحة وإنجازاته العظيمة في شتى المجالات العسكرية والأمنية والاجتماعية والصحية والثقافية في تطوير الحرس الوطني تتحدث عنه؛ فقد أحدث سموه نقلة كبيرة في قطاعات الحرس الوطني وتطوير منظوماته القتالية، وتحويلها من تشكيلات عسكرية تقليدية إلى قوة عسكرية حديثة متمرسة تسهم في حماية الوطن ومكتسباته، وتشارك في نهضته وتقدمه. وقد أشاد سموه بما وصلت إليه وحدات الحرس الوطني من تطور وجاهزية قتالية عالية. فصرح سموه بقوله: «ونحن جاهزون وتحت توجيهات الملك سلمان - حفظه الله - في أي وقت وفي أي مكان في أي عملية يقوم بها رجال الحرس».
وقد شرفت قوات الحرس الوطني الباسلة بتلبية أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بالمشاركة مع القوات العسكرية في بلادنا الغالية في عاصفة الحزم، ونصرة إخواننا في اليمن. وقد عبر سموه عن فخر واعتزاز كل منسوبي الحرس الوطني لمشاركتهم في الدفاع عن حدودنا، مشيرا إلى أن هذا الشرف هو أنبل رسالة وأسمى هدف، وأن أمن بلادنا واستقرارها أمانة في أعناقنا جميعا.
كذلك تظهر جهود سموه جلية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، الذي استطاع أن يوصل قيم التراث والثقافة والأصالة إلى الكثير من دول العالم، والذي تنظمه وزارة الحرس الوطني كل عام. وقد تحقق لهذا المهرجان الكثير من التطور والتجديد والنجاح بفضل الله تعالى ثم بجهود سيدي سمو الأمير متعب، مسترشدا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
وبفضل جهود وتوجيهات سيدي سمو الأمير متعب أصبحت الشؤون الصحية بالحرس الوطني علامة بارزة، ومقصدا تشد إليه الرحال من مختلف دول العالم، من حيث توفير أفضل الخدمات الصحية، وتقديم تجربة رائدة في إجراء عمليات فصل التوائم السياميين.
ويتكامل الجانبان الإنساني والقيادي في شخصية سيدي سمو الأمير متعب، حيث وجه سموه بدعم وزيادة مشروعات الإسكان لمنسوبي الحرس الوطني من خلال التوسع في بناء المدن السكنية العملاقة في شتى مناطق المملكة وتزويدها بكافة المرافق والخدمات، لتسهم هذه المشروعات في استقرار ورفاهية منسوبي الحرس الوطني؛ بما ينعكس على تطوير أدائهم.
إن هذه الكلمات هي بالتأكيد دون حق سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب، فكل كلام مهما طال وأسهب، ومهما كانت بلاغته أو فصاحته -لا شك- هو قاصر عن وصف إنسانيته ونبله وشهامته وحكمته وحنكته وما يتمتع به من قدرات القيادة الفذة، وما قدمه من إنجازات في سبيل تطوير الحرس الوطني.
فإذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
إن اللسان -يا سيدي- يعجز عن التعبير عما يجول في القلب أو يختلج في النفس تجاه أمير استولى حبه على القلوب، وملك النفوس، أمير استأثر بحب كل منسوبي الحرس الوطني، أمير يكن له الشعب السعودي كل مشاعر الحب والتقدير، اتفق الجميع على تفرد إنسانيته ومواقفه النبيلة؛ ولم لا؟! أليس سموه وريث إنسانية ونبل مليكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز -طيب الله ثراه-؟! الذي وإن كان قد رحل عن دنيانا إلا أنه باق في ذاكرتنا ووجداننا وقلوبنا، فإنجازاته ومآثره العظيمة ومبادئه الوطنية وحرصه على أبناء وطنه ومحبته لهم ستظل باقية على مر الأيام.
حفظكم الله يا أمير القلوب، ويا رجل المواقف من كل سوء، ومتعكم بالصحة والعافية، وأمد الله في عمركم، ووفقكم وسدد خطاكم لاستمرار المسيرة الحافلة بالعطاء والإنجازات للحرس الوطني. ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وحفظ المملكة وشعبها الوفي من كل مكروه، وأدام علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان.