سعد الدوسري
المقطع الذي لا أنصح ضعاف القلوب بمشاهدته، للمريض الذي ظلّ يعاني من ارتعاشات في يده اليسرى، حتى بعد أن التجأ إلى معالج شعبي في منطقة القصيم، تدل دلالة قاطعة، على أنّ المشهد الصحي في المملكة، لا يزال يعاني من نفس المآزق التي ظل يعاني منها، منذ أكثر من خمسة عقود، ولم يفلح الطبيب أو السفير أو الشاعر أو الجراح أو المهندس في تجاوزها، بهدف إخراج الصحة من حالتها المتراجعة دوماً.
لقد أجرم هذا المعالج الشعبي في حق هذا المريض، إجراماً يعاقب عليه القانون، فلقد قام بحرق جسد الرجل المريض متعمّداً، من رأسه وحتى قدميه، بدم بارد، دون أن تكون له أيه معرفة بالعلاج بالكي. ولو كان هذا الدجال يدرك بأنّ ثمة عقوبات ستطاله، لما تجرأ وأجرم هذه الجريمة بحق هذا المسكين. كما أنه يعرف أنّ الناس تتذمر من صعوبة الحصول على المواعيد مع استشاريي المستشفيات، فكيف بالتنويم فيها! لذلك، وجد الفضاء متسعاً له، دون أية منافسة من آخرين، خاصة إذا سوّق له دجالون مثله.
ما يحزننا جميعاً، أنّ الضحية التي شاهدنا الحرائق على جسده، هو واحد من مئات الضحايا الذين لم نشاهد حرائقهم، والذين خانتهم شجاعتهم أو ظروفهم الاجتماعية من نشر صورهم. ومن الواجب على وزارتي الصحة والداخلية، أن تعملا معاً على وضع حدٍّ لتلك الجرائم، ولعل وزير الصحة توفيق الربيعة ينجح فيما فشل فيه من سبقه من الوزراء.