محمد آل الشيخ
تتفق جماعة الإخوان وملالي الفرس الصفويين على مناهضة المشروعات التنموية، القادمة من الحضارة الغربية، ويُسمون هذه المناهضة في مصطلحاتهم الدعوية التحذير من (التغريب) المذموم. غير أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد، حينما منع الرئيس ترامب بعضا من حاملي الجنسيات الإسلامية، وعلى رأسها أم الإرهاب (إيران) من دخول الولايات المتحدة. والسؤال هنا: إذا كان مشروعهم الدعوي يدعو إلى كراهية ثقافة الغرب، وأمريكا على وجه الخصوص، ويحرم العيش بين ظهرانيهم فيجب أن (يصفقوا) لقرار المنع، لأنه -حسب خطابهم الثقافي- يتماهى مع مشروعهم الأيديولوجي الإسلامي الذي يبشرون به ويدعون إليه، لا أن يتذمروا منه ويملؤوا الدنيا ضجيجا وعويلا واعتراضا.
وأنا على يقين تام أن السبب الرئيس والحقيقي الذي جعل عرب الشمال ومن لف لفيفهم وردد خطابهم يتذمرون من هذا القرار يعود إلى أن مواطني المملكة ودول الخليج لم يشملهم هذا الحضر؛ إضافة إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن سنوات عجافا تنتظر الإيرانيين ومن يدورون في فلكهم من العرب، وكذلك من المتوقع -أيضا- أن يتم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين (منظمة إرهابية)، ليصبح معتنقو فكرها معرضين للملاحقة والتضييق، مثلهم مثل المنتمين إلى منظمة (حزب الله) الإرهابية.
ومن الواضح الجلي أن الرئيس ترامب، وجميع أركان إدارته التنفيذية، يتخذون من إيران الملالي الموقف ذاته الذي حاول الخليجيون إقناع الرئيس أوباما به، غير أنه، وإدارته، أصروا على تسفيه كل الجهود الخليجية، وتغاضوا بشكل واضح عن عمليات إيران الإرهابية وتوسعاتها وميليشياتها في المنطقة. بل ذهب الرئيس ترامب في تغريدة له على (تويتر) إلى القول: إن نظام الملالي كان سينهار من الداخل لولا أن أوباما أنقذ بتوقيعه الاتفاقية النووية، وأعاد له الحياة من جديد.
وحسب ما يذهب إليه كثير من المحللين فإن مرحلة قاسية من العقوبات الاقتصادية ستقوم إدارة ترامب بفرضها، ما يعيد الداخل الاقتصادي الإيراني إلى الاختناق من جديد؛ خاصة أن الرئيس ترامب رجل (إذا قال فعل)، بعكس الرئيس أوباما الذي كان أهم ما يُميزه عن بقية الرؤساء الأمريكيين الآخرين، أنه رجل متردد، كان يُهدد ويتوعد لكنه يخشى من اتخاذ القرار الصعب.
ولا أعتقد أن الرئيس ترامب سيلجأ إلى تأديب ملالي الفرس مستخدما القوة العسكرية، غير أنه من المرجح أن تختنق إيران بمجموعة من قرارات الحصار الاقتصادي، التي هي بالنسبة للدول اليوم بمثابة الموت البطيء.
بقي أن أقول إن المملكة ودول الخليج عانت أشد المعاناة أثناء فترتي حكم الرئيس أوباما، كما أن المنطقة العربية هي الأخرى عانت مما سماه الأمريكيون (الربيع العربي)، ويبدو أن هذه المرحلة هي الآن أصبحت مرحلة من مراحل التاريخ، برحيل أوباما وفشل هيلاري كلنتون في الفوز بالانتخابات.
ومن خلال تصدي ترامب، وفريق عمله، للإرهاب، والعمل على اجتثاثه واجتثاث بواعثه ومسبباته كما وعد، فأستطيع القول إن الإسلام السياسي، بوجهيه السني والشيعي، سيصبح حتما هو المعين المستهدف تجفيفه للقضاء على الإرهاب. وستذكرون كلامي قريبا.
إلى اللقاء.