مها محمد الشريف
اعتبر روحاني أن ترامب سيكلف أمريكا والعالم كثيرًا بسبب جهله، موهمًا أتباعه برؤية ملالية ثاقبة وكأن العالم لم يجرب رؤية طهران أكثر من ثلاثين سنة هي عمر الثورة الخمينية السوداء التي كلفت العالم العربي الكثير من الفوضى والإرهاب ودفع العالم ضحيتها ملايين من الأرواح والأموال وأصبحت المدن أكوامًا وركامًا تذروها رياح الإرهاب الممول من نظام إيران ورؤية ملاليه المثقوبة وليست الثاقبة..
وإذا ما تأملنا في قول روحاني وفق تاريخه وغاياته دون أن نلغي ما لا يقبل التفسير، ننتهي إلى نتيجة بدهية فلن يأتي إلى العالم أسوأ من نظام إيران... وشواهد السوء ماثلة أمامنا.. تتحرك على امتداد الوطن العربي فقط نمعن النظر في الخراب الذي خلفته ميليشيا الحشد الشعبي وعصابات النظام الإيراني في العراق وسوريا، وندرك بوضوح رؤية روحاني التي يتباهى بها التي لا يملكها ترامب على حد زعمه..!!!
قد لا يكون عهد ترامب نهاية لهذه المظاهرالمخلة بالسلام والأمن وربما يكون بداية للونٍ آخر من المآسي البشرية في هذه المنطقة الدامية فنحن ما زلنا في غياهب زمن الأحداث االمتسارعة والمتزامنة ومع نكبات غير مشفوعة بالنظريات والمخالفة لسنن الطبيعية والقيم الإنسانية وخصائص العلاقات وأهدافها.
هي بلا شك نهاية حتمية ومرحلة يتوقع أن تحمل محتوى عنوانها الذي اخترناه لهذا النص، رعب النهايات القادم... وكما يلاحظ أن ثمة شبه تأكَّد من أن الرئيس الأمريكي من أشد المعارضين للاتفاق النووي، حين قال: «إيران تريد ابتلاع المزيد من العراق بعد إهدار الولايات المتحدة 3 تريليونات دولار في بغداد».
ومن منطق الربح والخسارة الذي يؤمن به هذا الزعيم الاقتصادي نقول: لن يكون الحل بعيد المدى حتى لو كان الثمن إزاحة ملالي طهران وتغيير النظام في إيران كما صرح به بولتون.
هكذا أصبحت سياسته المعلنة تتضافر مع القرار الأمريكي وتستمد من فكرة صدام الحضارات شرعيتها رغم اختلاف المطالب والنزاعات، وربطها بالتكليف والأمر. وعليه يمكن أن يتكلم العالم كله ويعيد صياغة القول بأن «رجال الدين في طهران هم أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم»، متفقًا في ذلك مع وصف بولتون.. في دعمه لترامب ضد إيران. وإيمانه بأن إسقاط النظام سيحل معظم مشكلات المنطقة إن لم يكن كلها.
لكن إلى أي مدى سيتفق العالم مع بولتون وما قام به ترامب نحو نظام إيران ورعاياها، أم أن السياسة التي تخضع لموازين قوى لا تنتهي في تقلباتها، ستراهن فقط على الهيمنة العالمية، والمصالح الشخصية. لكي تتسرب صلاحيات الهيمنة إلى بنية القرار وتطبيقه، بمعنى يصبح القضاء على منابع الإرهاب وإيقاف الأنظمة الممولة له قيد شروط أكبر أهمية أو متساوية في الخطر الذي يهدد المنطقة.
وضمن هذا السياق، يمكن أن نناقش الحدود الفاصلة بين أمريكا والمجتمع الدولي، التي تتشكل منها شرعية السلطة السياسية وتغيير طبيعتها المترددة في عهد أوباما.