فهد الحوشاني
يتوق البشر إلى الفرح والاحتفال بشكل جماعي من خلال مظاهر احتفالية قد ترتبط بناسبة ابتكرها المجتمع لنفسه يحتفل بها كل عام. أو قد يكون الاحتفال من تنظيم جهات حكومية أو خاصة وهذا هو التوجه الإيجابي الذي يسعى لإيجاد مساحات من الفرح والفرجة في مختلف المدن، حيث يلاحظ أن هناك زخماً كبيراً من الاحتفالات والمهرجانات التي شملت المدن الكبيرة والصغيرة، لتكون متنفساً للعائلة كبيرها وصغيرها وبعضها تخصص للشباب في الفنون والثقافة والترفيه، وتلك جهود موفقة لتحقيق البدائل للأسر لكي تخرج للمتعة في أجواء احتفالية ممتعة، في مهرجانات أصبحت من النضج في التنظيم والتنفيذ ما يمكن مقارنته بغيره في دول أخرى.
ومنذ عدة سنوات بدأنا نشهد تغييراً إيجابياً يؤسس لثقافة احتفالية أصبحت تشكل جزءاً من حياة المواطن خاصة في الإجازات كما يحدث الآن، ثم جاءت رؤية 2030 لتعطي الترفيه مزيداً من الدعم، وهذا ما جعل وزارات وجهات حكومية تتبنى دعم هذه التوجه الذي يمثل مطلباً ملحاً للمواطن، خاصة وأن مجتمعنا بدأ منذ فترة يفسح لمظاهر الفرح أن تجتاز متاريس الانغلاق.. المجتمع الآن يبتكر مناسبات ليغرس فيها أحواضها أغصان الفرح ويعلق حولها عقوداً من الزينة لتتغير الصورة إلى الأفضل والأجمل وعندما نصل منطقة الأجمل فليس هناك اجمل ولا أبهى من صناعة الفرح ونشر السعادة في قلوب البشر.
حاليا تحاول هيئة الترفيه بأن تمسك بزمام الأمور وتسعى لأن تتصدر المشهد الترفيهي بالكثير من البرامج التي تخطط لها وتنفذها، لكن من الملاحظ التركيز على استقطاب برامج عالمية، وكان من الأفضل لو أعطيت الأولية والاهتمام للبرامج المحلية والاجتماعية والاهتمام بالفنانين السعوديين والأعمال السعودية المسرحية والترفيهية - فهذا هو الذي يجب أن يتصدر المشهد.. والترفيه مطلب واحتياج مهم، لكن مع الاحتفاظ بقيمنا وعاداتنا السليمة والإيجابية.. وهنا تتوازن المعادلة التي علينا أن نهتم بأن لا تكون مختلة المعايير. وإجابة على التساؤل لماذا كل هذه المهرجانات والاحتفالات. فالإجابة لأن المجتمع بحاجتها لممارسة الفرح والاستمتاع وهذا ما نشاهده في كافة مناطق المملكة. فشكراً لصناع الفرح.