رقية سليمان الهويريني
أعجب لتخصيص يوم عالمي للمرأة برغم عدم وجود تقدم يذكر لتحسين وضعها المعيشي خصوصًا فيما يتعلق بالعنف تجاهها! وكأن الأمر شعار مثله مثل التوعية بالأمراض المستعصية والآفات فحسب!
والعجيب أن قناة غربية أحيت يوم المرأة العالمي بتعليمها كيفية استخدام المكياج ببراعة لتغطية آثار الضرب والتعنيف!! بدلاً من إقرار قانون يجرم العنف ذاته! أو السعي لتوجيه المرأة بمقاومة أساليب البطش والاعتداء.
والأعجب من ذلك أنه كلما زاد تهميش الشخص وزادت الإساءة له تم تخصيص يوم ليحنطوه فيه!! أما المؤلم فهي الحرب الدائمة والقاسية ضد المرأة ابتداء بالتقزيم والسخرية والسحق والنظرة الدونية والطعن في نواياها، وأنها مصدر الشر لأنها أخرجت آدم من الجنة، فكانت السبب في شقاء البشرية، وما هذا إلا أساطير وأكاذيب! أما القرآن الكريم فهو الفصل الحق حيث إن الآياتِ صريحةٌ وواضحة (فَوَسْوَسَ إليه الشَّيْطَانُ قَالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى) ثم قال (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) سورة الأعراف، بما يعني أن الشيطان وسوس له هو فقط، وخاطبه لوحده وهو الذي عصى ربه وغوى دونها، وبعدها شقي {فَقُلْنَا يَا آدَمُ أن هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} سورة طه!
وكنت أمل تعظيم قيمة الأسرة مقابل تخصيص يوم للمرأة أو الأم بحيث يكون الاهتمام موجهًا لهذه النواة التي يتشكل منها المجتمع، وأقصد بالتعظيم هو حفظ كيانها مما يحيط بها من التيارات المختلفة كالفساد والانحلال والانهيار، ومساعدة مؤسسات المجتمع المدني الوالدين على تحقيق كامل الأمن والحرية لأطفالهم بما يكفل لهم حياة مستقرة لكي يعيش الطفل في كنفها مطمئنًا دون خوف، هادئًا دون وجل، من خلال شراكة وتكامل بين الزوجين بعيدًا عن الشعارات والتراشق بين الجنسين والهمز واللمز وتبادل الاتهامات.
إن تحقيق هدف أسرة مستقرة ينعم الجميع بدفئها هو مطلب نفسي واجتماعي وإِنساني، ليكون عامًا كاملاً وأعوامًا مديدة من الراحة والسعادة وليس يومًا عابرًا تُعرض فيه شعارات تزول بنهايته!