هاني سالم مسهور
عاد الكابتن ماجد عبدالله من جديد ليؤكد أنه جوهرة ثمينة يزيدها الزمن توهجاً وجمالاً، توقيع جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية مع الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى (عناية) لتقديم الخدمات الطبية لقدامى اللاعبين المحتاجين وأسرهم هي مبادرة مجتمعية تستحق الكثير من الاهتمام الإعلامي والتقدير لخطوة تُمثل القيمة الأخلاقية في شخصية النجم، وكيف يستثمر ماجد عبدالله رصيده من النجومية في هكذا مبادرات.
في وسط رياضي مشحون، وفي تعصب وتشنج مشجعي كرة القدم، يعود ماجد عبدالله ليتبنى واحدة من المبادرات الوطنية الرائدة، وقد تحدث الكثير حول اللاعبين القدامى الذين خدموا وطنهم من خلال أنديتهم التي لعبوا فيها في مرحلة شبابهم، واليوم تتكرر علينا قصصهم المؤلمة بعد أن ضعفت أجسادهم، قصص تتوالى عن أوضاع أبطال كانوا قبل زمن الاحتراف، كانوا ينثرون الفرح لأجيال مازالت تحتفظ بذكراهم.
ماجد عبدالله ومن خلال جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم ترك الأمنيات والأحاديث وقرر العمل، أسس الجمعية، ثم انطلق في مبادرات تَنم عن قيم وأخلاق ومبادئ سامية تعبر عن جيل أول صنع المجد لوطنه برغم ضعف الموارد في زمن مضى، كان ماجد عبدالله وإخوانه في المنتخب السعودي أول الذين علمونا أن نصفق بفخر يوم انتزعوا بطاقة الصعود إلى اولمبياد لوس انجلوس في 1984م، وعاد مع رفاقه في نفس العام ليحملوا كأس آسيا ويعودون به إلى الرياض، فرحة تلك الأيام صنعها أبطال رائعون، مازالت ذكراهم خالدة فينا.
يجسد ماجد عبدالله قدوةً اجتماعية غنية بتوجيه زخم النجومية لهكذا مبادرات وطنية واجتماعية لا تتوقف، فمن زيارته لأبطال الحد الجنوبي إلى حضوره في حملة (لا للتعصب) وعشرات المبادرات حتى الوصول إلى مبادرته الأخيرة في تبني مساعدة قُدامى لاعبي كرة القدم يُمثل اللاعب ماجد عبدالله القيمة الأخلاقية النبيلة التي على الإعلام أن يزرعها بين المجتمع الذي أصيب مع نجوم منصات التواصل الاجتماعي بكثير من المحبطات، فليس المهم هو الحضور بمقدار المبادرة الفاعلة في الأعمال الاجتماعية التي تسهم بشكل مباشر في مساعدة الفئات المجتمعية. علمنا ماجد عبدالله أن نصفق له لاعباً ويتركنا نواصل التصفيق له معتزلاً، هذه وحدها القيمة الحقيقية التي يجب أن يتعلمها الجميع في ملاعب الكرة وفي غيرها، السير على هذا الدرب ليس باليسير، كثيرون سقطوا وبقي القليل النادر منهم، ومنهم محمد الشلهوب الذي له بصمة بين مختلف مشجعي الأندية يحبه الصغار كما يصفق له الكبار، هذه الجواهر الباقية يجب أن نصفق لها ونحتفي بها لأنها تُقدم ما يستحق التصفيق والاحتفاء.