«الجزيرة» - المحليات:
في إطار احتفالات صندوق أوبك للتَّنمية الدوليَّة (أوفيد) بالذّكرى السَّنويَّة الحاديَّة والأربعين لإنشائه، دشَّن المدير العام، السيد سليمان جاسر الحربش، بالتَّعاون مع سفارة جمهوريَّة نيجيريا الاتّحادية لدى النمسا ومؤسَّسة سوزانه فينجير النمساوية معرضاً بعنوان «سوزانه فينجير في نيجيريا». وشهد مراسم افتتاح المعرض حشد غفير من السفراء ورؤساء البعثات الدِّبلوماسية لدى النِّمسا وكوكبة من رجال الأعمال والإعلاميِّين وناشطات الأعمال الخيريَّة وغيرهم من المهتمين بهذا اللون من الفنون.
وقد استهل السيد الحربش كلمته الافتتاحية مشيراً إلى أن «أوفيد» يتشرف بالجمع بين نيجيريا، البلد العضو، والنمسا، البلد المضيف، في هذه المناسبة الفريدة من نوعها، مؤكداً على أن هذه الفعالية تأتي ضمن أنشطة «أوفيد» التي تستهدف تسليط الضوء على ثقافات البلدان الأعضاء والشريكة والبلد المضيف لتعزيز الحوار بين الثقافات من خلال الفنون الإبداعية وترسيخ التفاهم العالمي الضروري لإحلال السلام اللازم لتحقيق تنمية مستدامة عادلة.
وأشاد السيد الحربش بالدور الإيجابي النشط الذي تقوم به نيجيريا في خدمة أغراض التنمية المستدامة سواءً من خلال «أوفيد» أو غيره من المؤسسات التنموية العالمية. وانتهز المدير العام الفرصة ليذكر بأن التوجيه الذي صدر من قمة «أوبك» الثالثة في الرياض حول القضاء على فقر الطاقة تمت دراسته وتوثيقه في أول ورشة عمل لهذا الغرض عقدت في أبوجا عاصمة نيجيريا.
وفي هذا السياق، أوجز المدير العام ما تحقق في «أوفيد» من جهودٍ نحو توفير الطاقة التقليدية والمتجددة للمجتمعات الفقيرة.
وعبر عن ارتياحه أن هدف القضاء على فقر الطاقة الذي انطلق من الرياض في نوفمبر 2007 ومن جدة عام 2008 وجد طريقه في أهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما ذَكّر المدير العام جمهور الحاضرين بالوضع المتردي للاجئين الذي خصص له «أوفيد» عيده الأربعيني العام الماضي، وأضاف أن ما يقدمه «أوفيد» من دعم للاجئين هو عملية مستمرة طالما ظلت المشكلة تتفاقم بشكل يومي.
في كلمته خلال مراسم الافتتاح، قال سفير النمسا الأسبق لدى نيجيريا، الدكتور فيرنير درومل، إنه بالنظر إلى الفنانة سوزانه فينجير من أي زاوية يمكن تصوُّرها نجد أنَّها تتمتع بشخصية مميزة تشكُّلت في أوروبا وتتبع الفن الأوروبي الحديث، إلا أنها أصبحت راسخة الجذور في نيجيريا، وستظل فنَّانة رائعة بين عالمين مختلفين.
وأشاد البروفيسور فولفجانج دينك بالفنانة فينجير، مشيراً إلى دورها البارز في المساعدة على الحفاظ على تقاليد وشعائر قبيلة اليوروبا الدينية، مؤكداً على أنَّ عملها الفنِّي الرَّائع قد مكَّن من حماية البساتين التاريخية على نهر أوشون في بلدة أوشوجبو.
وتشتهر الفنانة سوزانه فينجير بالعمل الذي أبدعت في تقديمه منذ انتقالها عام 1950 لتعيش في نيجيريا، حيث انغمست في ثقافة قبائل اليوروبا وكرست جهودها لترميم وإحياء أماكن العبادة المهجورة لديهم.
واستطاعت الفنانة سوزانه فينجير بجهود ذاتية تتمثل في عملها الفني الرائد، والذي يمكن مشاهدته على طول نهر أوشون على حدود بلدة أوشوجبو، من حماية أحد أهم مراكز العبادة الروحية لثقافة قبائل اليوروبا فضلاً عن حماية آخر أشجار الغابات المطيرة العملاقة في المنطقة. وقد تم في عام 2005 إدراج هذه البساتين التاريخية في بلدة أوشوجبو، التي تعد العمل المعماري والنحتي الرئيس للفنَّانة سوزانه فينجر، ضمن مواقع التُّراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو.
وقد أنشأت الفنانة سوزانه فينجير عام 1995 مؤسسة تحمل اسمها في مدينة كريمز بالنمسا السفلى تأخذ على عاتقها مسؤولية الحفاظ على أعمالها الفنية من رسومات ولوحات منسوجات مطبوعة وتشرف على إنشاء أرشيف لسجل أعمالها الفنية.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض الفنانة سوزانه فينجير هو الأخير في سلسلة المعارض التي يستضيفها «أوفيد» لتسليط الضوء على ثقافات كل من البلدان الأعضاء والشريكة باستثناء عام 2016 الذي صادف الذكرى الأربعين لإنشاء «أوفيد» حيث تم تخصيصه لتسليط الضوء على محنة اللاجئين من خلال عديد من الأنشطة وعلى رأسها تدشين معرض «أحلام متساوية» لإبراز التحديات التي تواجه الأطفال اللاجئين وحشد الجهود مع من هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.