تخطر ببالي تلك الأغنية الحزينة التي رقص عليها وجعي الكبير بخسائري المترامية على أطراف إدراكي كشجرة عجوز سعت أغصانها الشابة أن تتخلص منها. أحاول أن اكنس مزقي المشذبة مبللة كانت بماء وجداني مكنسة موجوعة بحزني. نكران وارد بحق كرامتي تمكنت حرائقها البليغة مني إجحاف حياة أحرقتني بما أمكنها من قدرة أهديتها طاقتي ولم تكتف.
أية مجاملة تؤكد لي أنني ما زلت على سذاجتي ذاتها لا أتعلم من دروس استغلال إنسانيتي النبيلة. أي شعور بالنقصان يعتريني كلما أمعنت بفكري وقررت بخبرة جديدة مغايرة أن أتجاوز رهافة نواياي؟
النوايا الطيبة لا تجدي في زمن الحروب بكل أنواعها إلكترونية وصاروخية لا يهم فكلها تعد حروبا تنتقص حق الإنسانية في العيش بسلام وأمن وطمأنينة. قد صنعت تلك الحروب المتنوعة بكل بشاعاتها بشرا لا إنسانيين بالمطلق أوجدت تلك الحروب الإجراميات طاقات مختلة من الشرور التي لم يتربَ عليها النبلاء. ولم يعرفوا لها لونا. إنها مخاطر قرننا الحالي. فكيف نسلح أنفسنا للنجاة من تلك الشرور وأنواع الحروب القميئة التي تشوه أي طعم للحياة المطمئنة.
إنه عبء الخليقة المشترك يهز موروث أورامه القديمة في أجياله الأخيرة
لكل شيء ثمن لابد أن يدفع دون شكوى وتذمر. إننا نقود مصائرنا إلى سبلها الحتمية.
لم أستقر في خارطة ولم أكن وجهة لأي أطلس ليهلكني الجغرافيون متى أرادوا. حقولي مغمورة بماء الأرز تلوح لي أفواه الجياع في كل ناحية أسير إليها فأطعمهم لحم روحي لأبني جسر إنسانيتي بصلوات شكرهم.
- هدى الدغفق