موضي الزهراني
بدأت في السنوات الأخيرة تطفو على السطح القضائي قضايا جديدة على المجتمع السعودي، تكون ضحيتها الأولى بلاشك «المرأة» باختلاف المستوى العمري والثقافي والاجتماعي لها! وتتمثل هذه القضايا في «استغلالها مادياً وأخلاقياً» من خلال مواقع التواصل الإلكتروني، والتي ساهمت بشكل كبير في ظهور قضايا أخلاقية، قد تكون مُغيبّة في السنوات الماضية عن الطرح الإعلامي والتوعوي من جميع زواياها! وما يتبع هذا الاستغلال من إيذاء نفسي أو جنسي فد لا تدركه المرأة في بداية علاقتها الإلكترونية مع شخص مجهول لها شكلاً وهوية! وتأخذها بعد ذلك الرغبة العاطفية في تكوين علاقة تطمح بانتهائها بالزواج، إلى استغلال أكبر مما تتوقعه قد تدفع مقابل الخلاص منها الكثير! وهدفي من تناول هذه القضية الخطيرة، ليس لتسليط الضوء على عدد الفتيات أو السيدات اللاتي تم استغلالهن برضاهن من خلال مواقع النت، أو تناول عقوبات نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الذي لابد أن يتم نشره بشكل أوسع من خلال وسائل الإعلام، لأنه يتضمن عقوبات تساهم بشكل قوي في الحدّ من وقوع مثل هذه الجرائم، لأنّ القانون لا يحمي المغفلين والمتساهلين في تلك العلاقات الإلكترونية المنتهية بالاستغلال، مع وجود هذا النظام الذي تم صدوره من عام 1428هـ! لكن المهم في هذه القضايا التي بدأت تنتشر وتتضرر منها المرأة أولاً وفي جميع الأحوال، بأنّ مثل هذه العلاقات الإلكترونية المنتهية بالابتزاز، لا يمكن أن تحدث وتتطور بدون رضى الطرفين! ولا يمكن أن نرى بأنّ المرأة دائماً هي «الضحية» وأنّ الرجل هو المخطئ باستغلالها وابتزازها طوال فترة العلاقة! لكن عندما تتوقف العلاقة عند مستوى من الخطورة لا تستطيع المرأة تجاوزه، تلجأ حينها للشكوى وطلب المساعدة العاجلة ومعاقبة الفاعل الذي لم يتمادى في استغلالها منذ البداية إلاّ برضاها ورغبتها! لذلك هذه القضايا الأخلاقية الإلكترونية تتطلب التوعية بشكل أقوى من الأساليب المتبعة في طرحها إعلامياً، حيث تطورت أنواع الاستغلال الإلكتروني وتنوعت مستويات خطورته والتي وصلت للأمن الوطني، الذي لابد أن يتم مواجهته بما يناسبه من أساليب توعوية ونفسية وأمنية. والتركيز على كيفية توعية الفتيات والشباب عند رغبتهم في تكوين علاقات عاطفية من خلال المواقع الإلكترونية، وذلك لحاجتهم لتلك العلاقات لكي يشبعوا النقص العاطفي الذي يعانون منه، وخاصة المرأة التي لا يتم استغلالها إلابسبب معاناتها من التفكك الأُسري، وحرمانها من العلاقات العاطفية الآمنة داخل الأسرة، وهناك من يتم استغلالها بسهولة بسبب معاناتها من تجربة زواج فاشلة، وتلجأ لتلك العلاقات السريعة من أجل إشباع عاطفتها التي لم تستطع إشباعها من خلال زواج فاشل! فالشخصيات السلبية التي لا تؤمن دوماً بأنه لاحق لها في التمتع بحقوقها من السهل استغلالها، وتكمن خطورتها أيضاً في تأثيرها على بناء جيل قوي لسنوات قادمة!