الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة والكبار والعظام له تأثيركبير على النفس، ونحن نفتقد الغالي هداب بن عبدالعزيز الهداب.
فالحديث عن خصال ومحاسن ومزايا فقيدنا الراحل العزيز الغالي يحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها، ولكن نكتفي ببعض منها لأفعاله وأعماله الخيرة فإن ذلك هو الدليل الدافع له لحبه لفعل الأعمال الصالحة والمكانة التي كان يتمتع بها طوال حياته رحمه الله رحمة واسعة....
لقد شهد لهذا الرجل البعيدون قبل القريبين بالمواقف الإنسانية النبيلة التي خلفها وراءه..
أقول: إننا فقدنا عزيزاً عطوفاً شفوقاً باراً لا يعوض، وفقدنا إنساناً قلّ أن يجود الزمان بمثله.. إنني مهما قلت وكتبت فلن أوفيه جزءاً يسيراً من حقه، إنه رمز للوفاء والشهامة ومحاسن الأخلاق وحبيب مقرب من الناس وعاش محبا للعمل الصالح لا يبحث عن سمعة أو رياء، يعمل الخير ولا يريد إلا جزاء رب العالمين. باختصار رجل متواضع وفي صدوق حنون كريم لمن يأتي إليه.
عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم، وكان إنساناً شهماً متواضعاً لطيفاً ابناً وأخاً للكبير وأباً للصغير.. صديقاً للجميع طيب المعشر لين الجانب كيّس فطن، صاحب حنكة وبصيرة ثاقبة لا يمل مجلسه وحديثه يتألم لما يؤلم الناس ويفرح لهم بما يفرحهم محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه، كان ينصح بنصح المحب ومحبة الناصح.
وهو الرجل الذي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقه ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، إنه ذلك العزيز الذي عرفته دائماً حكيماً كبير الهمة صريحا صدوقا لم تغيره الأيام والليالي ولم تنل من همته السنون بل هو في الواقع من زينها بأخلاقه وحكمته ووفائه وتفانيه وإخلاصه وبشاشته، إنه الذي أجزم أن كل من عرفه - حتى ولو لبعض الوقت - يتفق معي إنه قد تملك فيه جانبا من مودة خالصة وإعجابا عميقا، بالطبع كثير هم أولئك الرجال الذين نلتقيهم في مراحل حياتنا ونعايشهم ولكن قليل هم أولئك الذين يتركون في أنفسنا ذلك أثر الوفاء والحب العميق بحيث يبقى وجودهم فينا راسخا نتعايش معهم في تجاربهم وحكمتهم ورؤيتهم...
نعزي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم وجميع أسرة آل هداب وأخص بالعزاء أبناءه الأستاذ فهد والأستاذ خالد والأستاذ بندر والأستاذ عبدالمحسن والأستاذ ماجد والأستاذ متعب وبناته وزوجته وذويه وجميع محبيه وأقاربه وأصدقائه وجيرانه سائلين الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان وأن يرحمه الله رحمة واسعة ورفع درجاته يوم يلقى ربه وأسكنه فسيح جناته وعوض الجميع خيراً.. آمين.
فإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع
وإنا على فراقك يا أبا فهد لمحزونون
- د. فهد بن عبد الرحمن السويدان