* رجل أُعطي هدية فهل يجوز له بيعها للذي أعطاه؟ وهل يعتبر هذا عودة في الهبة؟
- الرجوع في الهبة لا يجوز، والعائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه، وليس لنا مثل السَّوء، وشراؤها ممن وهبها له مظنة لأن يترك له شيئًا من ثمنها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- نهى عمر أن يشتري الفرس الذي حمل عليه في سبيل الله؛ لئلا يتضمن ذلك الرجوع في شيء مما وهبه لله -جل وعلا-، وشراء الصدقة لا يجوز؛ لأن فيه نوع رجوع من المتصدَّق به، والعَود في الهبة لا يجوز، إذن لا يجوز شراؤها ممن وهبها له؛ لئلا يتضمن ذلك عودًا في جزء من قيمته الذي يتنازل عنه، ولو كان بقيمتها سدًا للذريعة.
صبغ الشعر بالسواد
* ما حكم الصبغة السوداء في الشعر الأبيض، والعمر لازال صغيرًا حيث مازلت شبابًا.
- ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- جيء له بأبي قحافة وشعره كالثغامة أبيض فقال: «غيروه» [انظر: مسلم: 2102]، فأمر بتغيير الشيب وقال أيضًا: «جنبوه السواد» [ابن ماجه: 3624]، فالسواد لا يجوز مطلقًا لا للكبير ولا للصغير.
تأخير الذكر إلى بعد الفجر
* أنا أغلب الأوقات أنسى أن أقول: (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات، فأقولها بعدما أصلي الفجر؛ لأني تذكرت أنني نسيت أن أقولها، فهل تُقبل صلاتي في الوتر أم لا؟
- قول: (سبحان الملك القدوس) ثلاثًا يرفع صوته أو يمد صوته في الثالثة هذا سنة بعد صلاة الوتر، رواه الإمام النسائي -رحمه الله-، ولا علاقة له بالوتر، فيصح الوتر بدونه، حتى لو لم يقله أصلاً، وإذا فات محله فإنه لا يقال، فإذا طال الفصل بينه وبين الوتر فإنه لا يقوله فضلاً عن أن يقوله بعد صلاة الفجر، فهو سنة فات محلها ولا أثر لها على الوتر، فالوتر صحيح -إن شاء الله تعالى-.
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء