عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يكن إلغاء عقد المدرب (العبقري) زوران أمراً مفاجئاً أو غريباً، بل بالعكس كان متوقعاً وخاصة بعد استقالة نائب الرئيس والذي كان الداعم والمساند والمؤيد لجميع ما اتخذه المدرب زوران من قرارات، ولو أن ابتعاد واستقالة مدير عام الكرة بدر الحقباني قد تسبب في زعل النائب المستقيل بل أنه قدم استقالته التي جمدت وأعلنت فيما بعد، والحقيقة أن رحيل المدرب زوران قد أحدث صدمة غير عادية ولكن يجب أن يعي أي مهتم بالشأن النصراوي وكذلك جماهير النصر أن ما حدث هو أشبه بـ«الفلم الهندي» تمت صياغته وبطولته من قبل الإدارة ليكون البطل الحقيقي ذلك المبعد والذي يعتبر المدرب الضحية الثالثة الذي يبعد ليتسنى له الاستمرار، والحقيقة تقول إن سيناريو الفلم قد بدأ عندما أعلنت إدارة النادي عن تجديد عقد المدرب لمدة عام آخر دون علمه أو موافقته ولكن هذا كان بداية للعبة خيوط الأبعاد وفكرة التجديد ولدت حتى تكون عربوناً ليتم تصديق الفلم ولكن كان واضحاً للعيان أن كل ما تم ذكره واضح وجلي ولا يحتاج لأي اجتهاد وكل هذا كان مخطط له مع أول سقوط وقبل النهائي المنتظر على كأس سمو ولي العهد ليعود البطل القوي كيف لا وزوران انضم لمن أيامهم معدودة بعد الحقباني والعمراني وهو الضحية الثالثة الذي يغادر من أجل عيون من سيجلب الدمار للفريق، وتأكيداً للفلم الهندي وصياغته المحبوكة اتضحت بعد أن أعلن عن استقالة المدرب وكان أولها سرعة التعاقد مع مدرب وكأنه ينتظر عند بوابة النادي.
والأمر الآخر هو تصريح المدرب زوران أنه لا يوجد أي خلاف مع اللاعب القضية رغم أن الكل يعرفون ما حدث منذ المعسكر الخارجي امتداد لما حدث في دورة تبوك الودية تواصل لما حدث في لقاء الشرقية وتهديد الأيام المعدودة للمدير أن التضحية بأشخاص مؤثرة وداعمة ومدربين مميزين من أجل منتهي الصلاحية وما يمارسه ليس بجديد فسبق أن مارسه في ناديه الأساسي قبل أن يتصدى له الرجل الكبير والداهية الذي قرأ ما سيحدث وأبعده من غير رجعة ليستمر الحفاظ على الفريق دون تكتلات أو أحزاب.
إن ما يحدث في النادي المغلوب على أمره أمر لا يقبل ولم يعد هناك أمل في الانفراج لما يحدث إلا بالله ثم بجماهير النادي الذي يجب أن تقف في وجه الإدارة وعبثها والذي سيكتب التاريخ الرياضي السعودي ما يحدث لواحد من أهم الأندية من أحداث غير مسبوقة من أن لاعبا يعبث ويتلاعب ويهيمن على كل ما هو في النادي في ظاهرة غريبة لا يعلم سرها إلا الله.
أي خسارة منيت بها يا عالمي
لم يكن مساء الخميس الماضي وتحديدا ليلة لقاء القادسية بالنصر في الجولة 16 من دوري جميل فقد كانت من أصعب الأيام والليالي، حيث خسر النصر كل شي ولم تقتصر خسارته على مباراة دورية أو نقاط عادية بل خسر كل شيء وخسر الأهم فقد اتضح خسارته لمدربه المقدر والمرحب به من الجميع إلا المبعد ومن يقف خلفه وخسر المباراة وتواصل حصد النقاط وخسر كذلك فرصة المنافسة على بطولة الدوري فبعد اللقاء أصبح الفارق بينه وبين المتصدر 8 نقاط وهذا رقم ليس بالسهل تقليصه خاصة أن المتصدر هو الهلال الذي لا يمكن أن يتنازل أو يبتعد مهما كلفه الأمر، ففي تلك الليلة والتي تعتبر سوداء على كل نصراوي حيث ذهبت المكتسبات وتفاقمت الإشكالات وتسنت الفرصة لتصفية الحسابات، لقد كانت ليلة تنتظر من قبل أعداء النجاح ليتسنى لهم استغلال الوقت والخسارة ليبثوا سمومهم لتمزيق الفريق، وبالفعل رحل الأميز العبقري وبكت عليه الجماهير واللاعبون المميزون دون أي مبالاة من أصحاب القرار الذين حاولوا متشبثين بإيجاد مبررات وهمية ومتضاربة بين رغبة المدرب بالرحيل من أجل وضعه الاجتماعي ومرة أخرى بأنه تم إغراؤه من قبل نادي آخر ولكن والعلم عند الله أنه لا هذي ولا ذيك بل تمت مضايقته ووضع العوائق في طريق عمله ليغادر من أجل عيون (المليح) وتعود الأيام والليالي إلى سابق عهدها ويهيمن المبعد من جديد ليضمن اللعب أساسياً ويتراجع الأداء العام للفريق ويحبط الكل من لاعبين ويصدم المدرج وتنعى الجماهير حظها العاثر الذي كل ما نهض وحاول الاستقامة تجهض معنوياته ويخسر كل شي، وقد يكون المركز الثامن قد حجز من الآن إن لم يكن الأسوأ وبحجز مؤكد لا يستطيع أحد إلغاءه.
نقاط للتأمل
- عندما كان اللاعب المسيطر من ضمن لاعبي ناديه السابق في الساحل الغربي استغل وضعه المالي وعمل على كسب ميول وولاء لاعبي الفريق حتى أصبح شوكة في حلق أي مدرب لا يرغب بوجوده مما حدى بالرمز الكبير والداعم الأميز باتخاذ قرار إبعاده عن الفريق وعن النادي بكامله وها هو يمارس هوايته في ناديه الحالي الذي أصبح الآمر الناهي داخله واستطاع إبعاد كل من يخالف رأيه وكان آخر إنجازاته استقالة المدرب العبقري على حد وصف أحد أبرز لاعبي الفريق.
- تغريدة لاعب الوسط الذي فقد خدمات مدربه على حد تعبيره تؤكد حسرة وكمية الألم لرحيل المدرب وتعبيره في بداية تغريدته بكلمة «شكراً يا عبقري.. تجعل الجميع يتفق أنك الأفضل فنياً ولكن نسو انك زرعت الروح الجماعية والدليل فرحة الاحتياط بالهدف».. هذه التغريدة هي شعور جميع لاعبي الفريق باستثناء المبعد ورفيق دربه الحارس المتقلب، فهل بعد هذه التغريدة حديث يقال سوى انتظار المآسي والألم الذي سيتجرعه المدرج والجماهير المغلوب على أمرها ويفرح المنافسون وأعداء النجاح.
- انشغلت إدارة نادي الشباب بقضية الحارس المنتقل للأهلي ونسيت بقية اللاعبين وتجديد عقودهم وانفرطت السبحة وبدأ لاعبو الشباب بالتوقيع لأندية أخرى دون مقابل مادي أو مقايضة بلاعبين آخرين أو مكسب مالي يفك ولو جزء من الضائقة المالية التي يمر بها النادي حالياً، وقد أعلن الحارس الآخر انتقاله لنادي النصر والآن تحوم الشكوك حول اللاعب الظهير الأميز حسن معاذ وذهابه لأحد الأندية، وقد كان الفريق الشبابي خسر خدمات عبدالملك الخيبري والذي انتقل إلى الهلال بداية الموسم فهل فعلا فقد فريق الشباب ومدربه الوطني كامل أسلحته المحلية لمقارعة الفرق الأخرى لتحقيق البطولات؟.
- كم كنت أتمنى من الأخ العزيز عبدالله البرقان رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يكون أكثر احترافية ويكون تواصله وتعليماته التي ينبه بها الأندية ومنسوبيها من خلال الأنظمة والقوانين والمعمول بها دولياً، وهذا ديدن أي مسئول ناجح وهو بإذن الله كذلك ولكن أن يبرر عدم قبول تسجيل اللاعب القضية في أحد الأندية أنه قد وعدهم و(حلف) لهم أنه لن يلعب لأي نادي هنا نقول لرئيس اللجنة (قف) فالإنسان لا يجوز أن يحلف إلا على ما يملك واللجنة والأندية لا تملكها حتى يجوز لك الحلف يا دكتورنا العزيز هل وصلت الرسالة؟.
خاتمة
سعادة الآخرين لن تقلل من سعادتك... وغناهم لن ينقص من رزقك... كن نقياً وتمنى لغيرك ما تتمناه لنفسك.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقياكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.