أطلقت قبل أيام كلمات.. خرجت من عندي بلا موعد تحدثت فيها إلى صاحبة «مقطع الكيكة» الذي انتشر..
ليست لمن وقفت على رأس محل لتشتري الفاخر منها والأطيب والألذ والأكبر ثم بعد ذلك تنال وزر من حملها إلى المجهول! ومن ثم نحاسبها!
بل وجهت كلماتي لمن وقفت إجلالاً لله ولنعمته وحملتها من بين الركام والمهملات ورفعتها ولم تستطع تحمل مشاهدة أن تكون نعمة الله مهملة في طريق!!
بل وجهت سلامي لمن رفعت النعمة وهي بذلك إن تقبل الله عملها رفعت عنا وعن صاحبة الكيكة الأصلية وزر ومغبة النقم، مع إحساني الظن بها أيضاً، إلا أن الأخيرة التي وصلني مقطعها أشعرتني أننا في مجتمع لا نقبل أن نترك نعمة دون رعاية، وأنه مهما كانت أشغالنا لا تكون أهم من نعمة الله علينا، وأننا نشعر بالجوعى وبالمحرومين وأننا نخاف الله رب العالمين.
تحدثت في سلامي لصاحبة الكيكة عن صورة رأيتها من إجلال النعم وتمنيت أن نكون كلنا يدا بيد نعين على الخير، ونبحث عنه من بيننا، وننثر وروده وعبيره، وعلى قدر من أيدوني لكلماتي وقد أحسنوا ظناً بالمرأة التي حملت الكيكة وأكرمتها بقدر ما لفت نظري من يَرَوْن بمنظار كنت لا أحب أن أنظر به أبداً وإن كان لا يجهلني ما يقولون!!
كم وصلني من نقد أوله يعترضون لماذا تصور لماذا لا يكون ما فعلتِ في الخفاء وقلت لهم وهل هي ذكرت اسمها؟! لم تذكره ولم تعلن نفسها بل وجهت رسالة للمسرفين والمسرفات بصوتها ولم نرَها ووجهت من يقوم على ولائم الطعام أن ينتبه ولعلها تكون قدوة..
إذا عبادة الخفاء طيبة لكن لسنا موكلين بنيات الناس كما أنه ليس شرطاً لقبول العمل فالله مطلع على القلوب وهو الحكم؟ فلماذا نركز على سلبيات قد يكون لها للمرأة عذر فيها والأصل في الشرع حسن الظن بالآخر والتماس العذر وتقبله والثناء على المعروف والقاعدة «الخير في أمتي» وإن كنّا نعرف الشخص فقد أمرنا أن نعينه بذكر خطأه إن وجدت ونصحه مباشرة أما إطلاق الأمر على الظنون والتشكيك في نيات الناس فنحن بذلك نرسل لهم هدايا بل أغلى الهدايا هي حسناتنا.
وأين نحن عن «التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فقل لعل له عذراً لم أعلمه!، و(أن الذي يغتاب الناس, يأخذ الناس حسناته, ويعطونه سيئاتهم).
علمتنا أمي -رحمها الله- يا أحبة ألا نتحدث إلا بخير وأن نبحث في كل موقف عن أجمل ما فيه ونذكر حسناته وأن نحاول أن نغض الطرف عن سلبياته إلا إن كان لك يد بإصلاحها فحدث صاحبها فقط وحده، هكذا كانت -رحمها الله- تعين على أن تبقى حياتنا نقية، فلنكن لمن حولنا قدوة.
رحمك الله يا أمي كم كان مجلسك طاهراً من الناس ومن الحديث فيهم، رحمك الله فقلمي يتحرج من أن يخط قدحاً في أحد فكيف بنيته، ولساني يخاف أن يرتفع لا بظن ولا بعلم باطنه الشك وإثارة الآخرين سلمنا الله جميعاً من الإثم ومغبة الظن!!!
سؤالي لماذا النقد أقصى ما يفكر فيه البعض أين العين التي ترى الجمال هلا رأته في الآخرين، وهلا حرصنا عليه.
رجائي لا تشوهوا فطرتنا ولا أعيننا أن تنشر خيراً وأن نعين عليه ولنحذر من السخرية والشماته ولنحذر من أعراض الآخرين ومن الحديث في نياتهم، وسلمولي على صاحبة الكيكة.