في كل يوم وخلال هذه المسيرة المباركة نجد بصمات القائد الحكيم الملك سلمان بن عبد العزيز... خادماً للحرمين الشريفين وخادماً للأمة الإسلامية وقضاياها.. وسنداً قوياً للعروبة حكيماً في قراراته وشهماً في عطاءاته الإنسانية، وحازماً في مواقفه الشجاعة تجاه كل عدو يريد أن يلحق الضرر بالمسلمين.. شديداً ضد الإرهاب والتطرف.. ومحباً للسلام..
رأينا الملك سلمان كيف استطاع أن يبني علاقات قوية مع الشعوب الإفريقية والدول الإسلامية..
رأينا الملك سلمان وكيف يبادل الحب إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي وشعب الخليج وحرصه على أمن واستقرار هذه الدول.
إن حصول الملك سلمان على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هو شرف عظيم أن يكرم بهذا التكريم لأنه تكريم لقائد حكيم خدم منذ أن كان أميراً للرياض كلَّ عمل إسلامي وإنساني.
قبل أيام احتفلت المملكة بمسيرة العطاء والإنجازات للملك سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله - حيث أتت ذكرى البيعة الثانية لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتسليمه مقاليد الحكم في بيت العرب الكبير المملكة العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز ملك العزم والحزم، الملك الذي لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً في كل ما من شأنه عزة ورفعة ورفاهية أبناء شعبه، وهم - إن شاء الله - الأوفياء لدينهم ووطنهم وقيادتهم... إن هذه المشاعر الفياضة لأبناء الوطن وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بلاد الحرمين الشريفين إنما تجسد أسمى معاني الوفاء وصدق الولاء لقائد وطننا المعطاء خادم الحرمين الشريفين، وإلى سمو ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهم الله ورعاهم... عامان على تولي أبو فهد مقاليد الحكم في مملكة الخير والنماء والعطاء، شهد خلالهما الإنجازات تلو الإنجازات والخطوات الوثابة للاستمرار في عملية البناء والنماء والأخذ بكل الأسباب التقنية الحديثة والمتطورة للمضي قدماً نحو الآفاق، وأن نتبوأ المكانة اللائقة بنا وهو الصف الأول ضمن هذه المنظومة العالمية.. إن القرارات الحازمة الحاسمة داخلياً وخارجياً، سياسياً واقتصادياً التي بادر بها - حفظه الله - لاستشعاره أن المملكة تتحمل مسؤولياتها، وهي جديرة بها، فبحول الله انطلقت المملكة في كل اتجاه ولم تقف عجلة النماء والبناء بل تسير - والحمد لله - وفق الخطط والإستراتيجيات الموضوعة لها. ليس هناك تهاون أو تخاذل في مصلحة الوطن والمواطن، بل برهنت المواقف الصلبة للملك المفدى ملك العزم والحزم على كل الأصعدة الداخلية والخارجية على سياسته الثابتة والرصينة، حزم وشجاعة أبو فهد ضد جميع أنواع الفساد والضلال بكل صوره وأشكاله ومعاقبة المقصرين والمتخاذلين والوقوف مع الأشقاء والأصدقاء في كل الظروف والمحن، وأكبر دليل وقوفه مع الحكومة الشرعية ضد المعتدي الغاشم من الحوثيين وضد المنشق المخلوع، وضد التهديدات الإيرانية، وإننا لن نسمح أن يدنس تراب هذا الوطن من أي جهة كانت... في هذا العهد الزاهر والتوجه الطموح للملك الهمام والرؤية 2030م تندرج وفق استشرافه للمستقبل ونظرته الثاقبةوالفاحصة، وهو الاعتماد على مصادر أخرى وتنويع مصادر الدخل غير النفط اتجهت الأنظار في هذه (الرؤية) إلى جلب الاستثمارات الأجنبية وقبل كل هذا الاستثمار في الإنسان السعودي وهو حجر الزاوية في كل أعمال التنمية.. وهذا ما تسعى إليه حكومتنا الرشيدة واضعة ثقلها في هذا الجانب لننهض بتوجه وبفكر ورؤية ذات أبعاد تجلب كل الخير والفلاح لهذه المساعي والإرادة لقادتنا - وفقهم الله، وهذا - بإذن الله - يتحقق على جعل المملكة العربية السعودية أكثر نمواً وتحقيق ما يتطلع إليه ولاة أمرنا، ويعم الأمن والأمان والاستقرار رغم ما يحصل من اضطرابات وتجاذبات اقتصادية إلا أن بلادنا - والحمد لله - لم تتأثر بالشكل الذي نراه ونقرأه في عالمنا الفسيح، لأن هناك وعي وحس من المواطن مقدراً الجهود التي تبذلها قيادتنا الحكيمة لمعالجة هذه الظروف وتخطيها إن شاء الله.
إن القرارات الشجاعة التي صدرت أخيراً لمعالجة الظروف الاقتصادية من قبل الملك المفدى ورؤيته الثاقبة وإدراك المواطن أن الدولة تعمل لمصلحة الوطن والمواطن ساعد كثيراً على تنفيذ هذا التوجه السليم، ويؤكد ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين من حنكة وحصافة وإقدام.
إن القرارات التاريخية من ملك العزم والحزم تعتبر مطلباً ملحاً لأمة عانت الأمرَّين من التخاذل العربي وأضحت تلك القرارات جداراً صلباً تتحطم عليه عربدة الفاسدين والحاقدين وكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المساس بأمن ومقدرات هذا الوطن الشامخ.. بل مناصرة من له حق من أخ وجار والوقوف ضد المعتدي الآثم وإيقافه عند حده.
حمى الله المملكة وشعبها من أطماع الحاقدين وأدام الله أمننا واستقرارنا وحفظ الله هذا البلد الأمين ووفق الله قادتنا لما يحبه ويرضاه، وخذل سبحانه وتعالى كل طامع وحاسد وجعل الله تدبيرهم تدميراً عليهم... وحفظ الله ملكنا المفدى سلمان بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة وأسبغ عليه المولى نعمه ظاهرة وباطنة، وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.