فيصل خالد الخديدي
تعتبر المعارض التشكيلية واجهة مشرقة لثقافة البلد وممارسي الفن ومتذوقيه, وهي أيضاً نافذة الفنان الدائمة والداعمة لعرض أعماله سواء عن طريق منظومة أعمال يقدمها في معرض شخصي أو من خلال مشاركته لمجموعة من الفنانين في عرض جماعي يخدم فكرة محددة أو يجمع عدة أفكار وأساليب في معرض واحد, وتتعدد أهداف المعارض والمشاركات ولكنها تتحد في كونها تقدم فناً وثقافة لجميع الاطراف والساحة التشكيلية على وجه الخصوص, وتجتهد صالات العرض في التنويع والتجديد في معروضاتها والبرامج المصاحبة للمعرض، سواء من ندوات أو محاضرات وورش ودورات وهي جميعها تخدم أهداف المعارض وتزيد من مرتاديها وجمهورها وتحقق حضوراً لأكثر من جانب يخدم الصالة والمعرض والفن، سواء كانت جوانب اقتصادية أو إعلامية أو اجتماعية إضافة الى الجانب الأهم وهو الجانب الفني والثقافي، ومتى ما اختلت اهتمامات المعرض أو عنايته بجانب على حساب الجانب الرئيسي في رسالة المعرض الفنية والثقافية يصبح المعرض متحيزاً لأي شيء سوى الجانب الفني وقيمته, فتكاملية الجوانب التي تطرح في المعرض وتخدم أهدافه دون الإخلال بالقيم الفنية والحضور التشكيلي الثقافي والتثقيفي أمر إيجابي ومطلب رئيس في المعارض, ولعل التمايز في الطرح والوعي الكبير لأهداف المعرض والتأكيد على أن تكون القيمة الفنية والثقافية لها النصيب الأكبر من هذه الأهداف هو ما يصنع الفرق في نجاح الطرح بين صالات العرض وتأديتها لرسالتها الفنية والتثقيفية.
وفي بعض المعارض تحرص الصالات والجهات المنظمة في الاجتهاد بالدعوات والإعلانات وكل ما يخدم الفن والمنتج التشكيلي والقيمة الفنية ويُقدم المعرض بما يستحق ويليق به، وفي الافتتاح يزدحم الحضور ويحضر كل شيء وتسقط الرؤية الفنية وربما يمر الافتتاح دونما مشاهدة للأعمال الفني والمعروضات ومحتويات المعرض من كثير من الحضور لأن صالة العرض أصبحت في حينها مساحة للعلاقات الاجتماعية والتعارف أكثر منها مكانا لعرض منجز فني ثقافي، وغالباً ما يعزف المهتمون بالفن ومشاهدته والاستمتاع به عن حضور المعارض في يومها الأول لكي يترك المجال للقاءات العابرة, ويعيشون مع الفن وثقافته في يوم غير الافتتاح.