ثامر بن فهد السعيد
انطلق مساء الأربعاء مهرجان الجنادرية 31 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، بإدارة وتنظيم من وزارة الحرس الوطني. يعرف المتابعون بأن هذا المهرجان معني بالتراث والثقافة لجميع مناطق المملكة تمثيلاً وتجسيدًا عبر أجنحة المناطق في مقر المهرجان، بل في كل سنة تستضيف الجنادرية دولة كضيف شرف يقام لها جناح تعرض من خلاله ثقافتها وفنونها وفي الجنادرية 31 تستضاف جمهورية مصر العربية.
يعتبر السوق الشعبي في المهرجان ملتقى لمناطق المملكة وإماراتها يعنى بالحرف اليدوية المنتشرة في مناطق المملكة وأضيف هذا العالم حرف يدوية من دولة الكويت وسلطنة عمان، في السوق الشعبية وحدها أكثر من 80 حرفة يدوية يتم إحياؤها وعملها طيلة فترة المهرجان إضافة إلى الحرف اليدوية الأخرى المشاركة فيه التي تتجاوز في مجملها 300 حرفة يدوية، يقوم على هذه الحرف 250 حرفيًا في المهرجان هذا العام وأغلب هذه الحرف مشغولات يدوية ولها طابع في تاريخنا مثل صناعة الخواتم، صناعة المسابح، صناعة المشالح، التطريز وغيرها من الحرف اليدوية التي ما زلنا نتداول منتوجاتها حتى وقتنا الحالي. وإن كان الجناح الحرفي في الجنادرية والسوق الشعبي يمتلكان القدرة لتسليط الضوء على آلية التصنيع والحرفة إلا أنهما أيضًا يعدان مصدرًا لتداول هذه المشغولات اليدوية.
تتنافس أجنحة المناطق كل سنة فيما تقدمه لزوارها سواء من المشغولات، المأكولات، المسابقات أو العروض الفنية والشعبية فسنة يعلو صوت جناح المدينة وأخرى القصيم وغيرها الباحة وسنة أخرى حائل والمنطقة الشرقية، هذا عدا أجنحة القطاعات الحكومية المشاركة والشركات الراعية كذلك. تعد هذه التركيبة والمنافسة سببًا من أسباب تهافت الزوار إلى المهرجان ففي الجنادرية 30 تجاوز عدد الزوار 1.3 مليون ولا يعد هذا الرقم الأكبر في تاريخ الجنادرية وإنما الاهتمام سواء من الأفراد أو الأسر السعودية موجود في هذه الفعالية.
هذه السنة بالنسبة لمهرجان الجنادرية ما سيليها تختلف عن بقية السنوات الماضية وعلى المنظمين إدراك ذلك حتى لا يتأخر المهرجان ويعلو صوت الفعاليات الأخرى عليه، ببساطة لأننا في المملكة اليوم أصبح لدينا جوانب إضافية من الممكن الاستعانة بها لزيادة جذب الجمهور والمهتمين إليه، في نفس الوقت سبق ونظم فعاليات تدعم الأسر السعودية المنتجة وكذلك تم تنظيم فعاليات ترفيه أسرية ولدينا جهاز يعنى بهذا الجانب وأسر منتجة كثير وهذا إيجابي في صالح المهرجان، فالأولى اليوم أن يتم تحويل مهرجان الجنادرية إلى تظاهره شتوية كبيرة ممتدة من دخول موسم الشتاء وحتى نهايته وفي وضع هذا المهرجان بزمن أطول فرصة لاستقطاب زوار أكبر، فعاليات أكثر، وفائدة أوسع للأسر المنتجة والمناطق لتتحول من عرض فقط وبيع بسيط لهذه المنتجات إلى ساحة تجارية كبيرة تستفيد منها المناطق والإمارات وكذلك الحرفيين والأسر المنتجة وتكون بهذا الجنادرية ملتقى شتويًا تستغل من خلال وزارة الحرس الوطني هذا المقر الكبير للمهرجان ويتخلل هذا الملتقى المهرجان الشعبي سواء الأوبريت، الندوات، الأمسيات الشعرية والفعاليات الأخرى المصاحبة.