رقية سليمان الهويريني
انتشرت على مدى واسع طرق للاحتيال المالي تقوم بها جهات ومؤسسات مالية وهمية أو مزيفة أو غير مرخصة تعمل على دغدغة مشاعر الناس للحصول على الأرباح السريعة وتحقيق الثراء والمكاسب الهائلة بحسب ادعائهم بأسرع وقت وأقصر الطرق ودون جهد.
ولعل أشهر وسائل الاحتيال الحالية تجارة الفوركس (العملات) حيث تنتشر إعلاناتها في جميع المواقع بالإنترنت وبشكل لافت للنظر، ويتم من خلالها استغلال المتعاملين معها واقتناص الضحايا وإيهامهم بتحقيق الأرباح الطائلة والثراء السريع دون إدراك لما تنطوي عليه تلك الطرق الاحتيالية من مجازفة كبيرة، ربما توقِع المتعاملين معها بإشكالات مالية وقانونية، عدا عن حصول خسائر مادية.
وبرغم تحذير مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية المستثمرين في الأوراق المالية وغيرهم من التعامل مع تلك المواقع الإلكترونية المشبوهة، لما تحتوي عليه أعمالها من أنشطة غير نظامية، سواء كانت استثمارية أو وعوداً بتحقيق مكاسب وثراء سريع، لأنه يعرض العديد من المتعاملين معها إلى عمليات نصب واحتيال وخسائر مادية كبيرة.
وتنشط المؤسسة والهيئة في تحذير الناس وتطالبهم بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر من الوقوع في مخاطر الاستثمار أو المساهمة أو التداول بأي مبالغ وأية أنشطة وأعمال تختص بالأوراق المالية أو العملات الأجنبية مع أشخاص أو مؤسسات أو شركات أو منشآت أو أي مواقع إلكترونية.
والحق أنني أثناء البحث والتقصي للكتابة عن الموضوع وقعت عيناي على كثير من الضحايا الذين انساقوا وراء الكلام المعسول للمندوبين وإيهامهم بوجود مدير أعمال خاص لخدمة العميل وتأكيدهم على عودة أمواله وعليها المكسب، مستخدمين الأساليب الناعمة والأنماط المختلفة للاحتيال المالي والاستغلال وخداع المتعاملين معها من العامة المستثمرين. وهم عادة يستدرجون ضحاياهم الراغبين في التداول بتجارة العملات بتوظيف أموال صغيرة وبسيطة للغاية لا تتعدى ألفي ريال مقابل تحقيق أرباح هائلة جداً.
ولأن هذا الأمر يحمل الخداع والاستغفال واستغلال جهل المستثمر في ظل عدم أخذه الاحتياطيات والتدابير الاحترازية اللازمة؛ فإنه من الضروري تنبيه الناس وتحذيرهم من الوقوع في هذه التعاملات المشبوهة وذلك برفض الحديث مع المسوقين وعدم الانسياق وراء أوهامهم.