علي الصحن

رحيل مدرب النصر زوران لم يكن مفاجئا لمتابعي الشأن النصراوي، الحقيقة أن هذا الرحيل قد تأخر كثيرا، إِذْ كان متوقعا ألا يمضي المدرب مع الفريق حتى منتصف الدوري، لكن الرجل استمر وحقق نتائج جيدة ووصل بالفريق لنهائي كأس ولي العهد، وشكل قاعدة واسعة من المؤيدين تكاد تتجاوز نصف المدرج الأصفر.

يعلم غالبية المتابعين أن رحيل المدرب الذي وصل بفريقه لنهائي كأس ولي العهد أمر لا علاقة له بالأمور الفنية، ويشعر الغالبية أيضاً أن لاعبي الفريق يرغبون باستمراره ويبدون ارتياحاً لطريقته الفنية، وأن عرض العين المغري الوارد في بعض الروايات ليس مبرراً لرحيله، فليس النصر بالنادي الذي يسهل إغراء مدرب يريد استمراره، وليس النصر بشرفييه ودعمهم بالنادي الذي يسهل إقناع مدرب مميز بتركه من أجل فوارق مالية، وقد جاءت أحاديث مسؤولي النادي الإماراتي لتكشف المزيد في قضية مدرب الأصفر.

بعيداً عن روايات الرحيل المنسوجة هنا وهناك، فإنَّ مغادرة المدرب في النهاية تعكس واقع وأسلوب العمل في الأندية السعودية، وأن بعض القرارات تصدر دون أن تكون مسنودة بمبرر، وأن بعض الإدارات تسهم بطريقة أو بأخرى في عدم ثبات أوضاع فرقها وقدرتها على المضي في تحقيق أهدافها، وأنها لا تتعلم من أخطائها، خاصة ان زوران غادر النادي دون أن يكون الأخير قد اختار خليفته، وهو ما قد يؤثر على الفريق في قابل الأيام.

رحيل زوران خسارة فنية للنصر، وأياً كان المدرب المقبل فإنَّ المقارنات لن تنقطع بينه وبين سلفه، سيظل بعض النصراويين يرددون (لو استمر زوران، لو كان زوران موجوداً... وهذا ما سببه رحيل زوران). ومن نافلة القول ان هناك من سيتمنى فشل القادم الجديد انتصاراً لرأيه في زوران، وفي حال نقض بعض قرارات المدرب الانضباطية سيتواصل النقد والقدح، وأي هفوة أو خطأ ستعيد النصراويين لمربع الحوار الأول، وقد بدأ ذلك فور عودة عبد الغني للتدريبات وهو الذي كان مرفوضاً من قبل مدربه!!

زوران هو المدرب رقم 11 الذي يرحل في دوري من 14 فريقا، وإن كانت النتائج السيئة هي السبب في رحيل المدربين المستمر› فإنَّ مدرب النصر يرحل وسط قناعات فنية بما يقدمه، ووسط انقسام نصراوي واضح أمام القرار، وهنا يبرز سؤال: متى تبدأ الخصخصة ويحضر العمل المؤسسي في الأندية السعودية؟.

مراحل.. مراحل

- بالغ بعض الأهلاويين بالاحتفال بتوقيع العويس لفريقهم، وبعضهم جعل من هذا التوقيع مجالاً للتقليل من شأن أندية أخرى لا علاقة لها بالصفقة، وكالعادة كان هناك (مسياريون) يدقون الطبول مع الأهلاويين، دون أن يفكروا في حال فرقهم التي تعاني الكثير!!

- ظهر لاعب الهلال سالم الدوسري بشكل بديع أمام الاتفاق، وقدم المردود الذي يطلبه منه الهلاليون دائماً، والمطلوب أن يواصل سالم هذا الحضور وأفضل وهو مؤهل لذلك متى ما تفرغ للعب وخدمة فريقه والتعاون مع زملائه.

- الاتفاق ليس النادي الوحيد الذي يولي مواجهة الهلال اهتماماً خاصاً ويستعد لها بشكل مختلف، الحقيقة أن كل الأندية السعودية تفعل ذلك.

- يبدو أن الظروف المالية للأندية السعودية قد ألقت بظلالها على فترة التسجيل الشتوية، لذا ظهرت التعاقدات محدودة رغم أن معظم الفرق بحاجة لتعزيز صفوفها واستبدال بعض لاعبيها.

- الحكام الأجانب الذين قادوا عدة مواجهات في الجولة السابقة من الدوري هم المطلب دائماً، فهل يواصل اتحاد الكرة إحضار مثل هذه النوعية المميزة أم يعود لبعض الخيارات السابقة المخجلة.

- أصدق ما يمكن أن يقال عن رئيس نادي الرائد عبد العزيز التويجري انه (وعد فأوفى) وكم هو محظوظ رائد التحدي بمثل هذا الرجل الذي تتمناه جميع الأندية.

- مباريات الرائد والتعاون.. الأهلي والشباب... الهلال والاتفاق كانت قمة في كل شيء، وأعادت للدوري قيمته الفنية المفقودة.

- بالمناسبة ديربي بريدة فقد الكثير من جماهيريته داخل الملعب، في السابق كان الحضور يملاْ المدرجات من بريدة ومن ما حولها أيضاً، فهل تعود الجماهير بعد إثارة اللقاء الأخير في ديربي الكأس المنتظر؟

- في المقابل كانت مباراة القادسية والنصر أقل مباريات الجولة فنياً... وفي بعض لحظاتها تشعر أنك لا تشاهد مباراة ضمن دوري محترفين.

- فهد غازي من لاعب أساسي في الهلال إلى منسق... بعض القناعات الفنية للمدربين غريبة ولا تبررها الحاجة.

- بعض الأندية تتحدث عن البناء وتأسيس فريق جديد، بطريقة يصعب فهمها في ظل اتخاذ قرارات تناقضها تماماً!!

- وبعض الأندية تحاول إرضاء جماهيرها بصفقات ليست بحاجة لها منطقياً وفنياً!!

- إعلاميو أحد الأندية ظهروا بشكل مخجل وهم ما بين مصفق للإدارة ومطبل لقراراتها، وبين ناقم عليها وعلى قراراتها، وكل يكتب حسب مصلحته وقوة علاقته بالإدارة، أما مصلحة ناديهم فكما في العامية (على جنب)!!