مها محمد الشريف
ليست لدينا قضية أكبر من محاربة الإرهاب، وأهم أهداف البنى المستقبلية في العالم هي مقاومة التمييز والعنصرية، وتطويع سبل السلام وتحييد القرارات التي قد تتداعى أمام سياسة الدولتين العظميين الأمريكية والروسية، فالتوازن بين القوى يحقق المثالية السياسية، التي ينتظرها العالم الواقع بين هذين القطبين الساخنين في هذه المرحلة وخاصة تلك الأدوات التي تشترطها الأحداث المتسارعة، وتفرضها التشابكات السياسية المعقدة التي جعلت كل قرار يرتبط بما سبقه حتى وإن فقد جوهره الحقيقي، وهنا لن يدهشنا قرار الرئيس دونالد ترامب، في هذه المرحلة بالذات رغم رفضه من عدة دول، فهذا الأمر كما يبدو يتطلب بصيرة ثاقبة وقادرة على تقبله.
في اتصاله الأول بالملك سلمان "أعرب ترامب عن دعمه للبرنامج الاقتصادي للمملكة (رؤية المملكة 2030)، ومناقشة كبرى القضايا المعاصرة. وأعرب الزعيمان عن الرغبة في استكشاف خطوات إضافية لتعزيز التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة بين البلدين. واختتم الرئيس والملك سلمان المحادثة بتأكيد التزامهما الشخصي على استمرار المشاورات بشأن مجموعة من القضايا الإقليمية والثنائية".
وهنا يبرز جزء من الإجابة على صراخ وعويل بعض الدول المشمولة بالموقف الأمريكي التي آلمها تعامل ترامب مع المملكة وعليه يمكن القول إن ما جاء في بيان البيت الأبيض هو أمر طبيعي ونتيجة لعلاقة طويلة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأساسيين حيث: "تحدث الرئيس ترامب مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية. وأكد الزعيمان على الصداقة الطويلة والشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة انتشار الإرهاب الإسلامي المتطرف، وكذلك على أهمية العمل معا لمعالجة التحديات التي تواجه السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك الصراعات في سوريا واليمن".
ويمكن القول والفهم في الوقت نفسه أن الممارسة السياسية الأمريكية الجديدة لا تجحف حلفاء الولايات المتحدة بقدر ما تبني الأسوار الأمنية حول الدولة لحمايتها من الإرهاب، ولن تكون التصورات أكبر من معيار السياسة، وتحقيق ما يحفظ الكيانات الداخلية العظيمة، فضلاً عن تحرر الأحداث من قيود غير منسجمة.
غير أن المساحات في العالم محاطة بسجون أكبر منها مساحة، وقبل أن يصدر أمراً تنفيذياً يعلق دخول اللاجئين لمدة 4 شهور، يمنع فيه مؤقتاً دخول المسافرين القادمين من سوريا و6 دول أخرى غالبية سكانها من المسلمين، قائلاً: "إن الأمر من شأنه حماية الأميركيين من الهجمات الإرهابية".
من جهة أخرى، كان قرار الرئيس ترامب الذي شمل العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، استثنى الأشخاص الذين يحملون تأشيرات دبلوماسية أو يعملون في مؤسسات دولية. ورغم أن هذا الموقف الذي استنكرته بعض دول العالم ذو بعد في السياسة الدولية إلا أن القرار يمثل سيادة دولة.
وأول المتوجسين منه إيران بدت غير بعيدة عن هذه التحسبات والاعتقادات، بل كان الرد على المعاملة بالمثل وعلقوا على قرار الرئيس الأمريكي بمنع الرعايا الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة، واعتبروا هذا القرار غير منصف وغير عادل لرعاياهم ودولتهم..