جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد اقتراب قوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي من محافظة الحديدة وقرب تحرير ميناء الحديدة الذي يعد المنفذ الرئيسي لوصول الأسلحة الإيرانية المهربة للانقلابيين في اليمن، وتحرير الميناء يعني حرمان الانقلابيين من استقبال الأسلحة والمعدات الإيرانية والمرتزقة الأفارقة والمدربين والإرهابيين الذين يرسلهم ملالي إيران من ضباط الحرس الثوري الإيراني والمليشيات العراقية واللبنانية التي ترسل عبر السواحل الصومالية التي أصبحت نقاط انطلاق لشحنات الأسلحة والمعدات والأشخاص حيث استعانت مليشيات الانقلابيين في اليمن مع المليشيات العراقية واللبنانية والحرس الثوري الإيراني بمجموعة من الزوارق لنقل الشحنات والأشخاص من الساحل الأمريكي إلى الساحل اليمني تحت حراسة وتأمين من قبل البحرية الإيرانية التي تكرر نفس الأساليب التي تستخدمها المجاميع البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني التي تعتمد على تشغيل زوارق سريعة مفخخة تصبح على شاكلة "طوربيد فوق سطح البحر" فالطوربيد الذي يطلق تحت مياه البحر من الغواصات أو الفرقاطات الحربية أما الزوارق المفخخة الذي استعملته المليشيات الإرهابية يوم الاثنين ضد الفرقاطة السعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة لميناء الحديدة لمنع وصول شحنات الأسلحة والمقاتلين المرتزقة الذين ترسلهم إيران، فقد توجهت ثلاثة زوارق انتحارية تابعة للمليشيات الحوثية الإيرانية التي هي بمثابة طوربيدات، إذ تفخخ تلك الزوارق وعادة يقودها انتحاري واحد، وهي مصنعة من ألياف كربونية صنعت في بولندا، وأول من فكر بها واستعملها القوات البحرية العراقية في عهد صدام حسين، حيث اتفق العراق مع بولندا في زمن حكم الرئيس البولندي شاوشسكو على تصنيع زوارق خفيفة لها نفس مهام الطوربيدات وقد استفاد منها العراق -آنذاك- للحد من تهديد الزوارق والسفن الحربية الإيرانية وصيدها تقريباً في مياه الخليج العربي، وبعد الغزو الأمريكي واحتلال العراق وتدفق المليشيات الإيرانية وسقوط المؤسسات العراقية في أيدي عملاء ملالي إيران استولت المليشيات الطائفية على تلك الزوارق التي أرسلت إلى الموانئ الإيرانية التي تستعملها البحرية الإيرانية لتهديد السفن البحرية الأمريكية التي رصدت العديد من محاولات التقرب التي قامت بها الزوارق الإيرانية من البوارج الأمريكية في الخليج العربي، ويعرف الأمريكيون خطط الإيرانيون في تفعيل هذه الزوارق الانتحارية التي مالمتوقع أن يتوسع ملالي إيران في استعمالها ضد البوارج الأميركية والبريطانية والفرنسية في الخليج العربي وضد الفرقاطات والسفن الحربية التابعة للتحالف العربي حيث تتواجد فرقاطات سعودية ومصرية وإماراتية في مياه البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية لمنع تهريب الأسلحة والمعدات والمرتزقة لليمن، خاصة بعد أن أحكمت قوات التحالف العربي حصارها للسواحل اليمنية وبعد استشعار التهديد الجدي للوجود الإيراني المغلف بثياب الانقلابيين الحوثيين الذين حولوا ميناء الحديدة إلى قاعدة إرهابية ودعمها بالزوارق الانتحارية وتخزين آلاف الصواريخ المضادة للسفن الحربية البحرية "صواريخ أرض - بحر" و"صواريخ بحر- بحر" استعداداً لمواجهة عمليات تحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، ولهذا فإن المحللين العسكريين يتوقعون أن تصعد مليشيات الانقلابيين الحوثيين وبمساعدة جند الحرس الإيراني من عمليات إرسال الزوارق الانتحارية بهدف إبعاد البوارج السعودية والمصرية والإماراتية عن المشاركة في تحرير ميناء الحديدة.