إبراهيم بن سعد الماجد
يقول محمد أسد -رحمه الله- الإسلام من وجهتيه الروحية والاجتماعية -لا يزال- على الرغم من جميع العقبات التي خلقها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة عرفها البشر.
هذا القول من رجل عرف الديانات بل ومارسها وتوغل في تفاصيلها يؤكد ما يقوله علماء المسلمين دوماً بأن الإسلام هو دين النهضة الحقيقية، وليس كما يقوله -بعض- أبناء المسلمين المنهزمين بأنه -أي الإسلام- سبب تخلف المسلمين! مطالبين بنهضة حضارية تستثني الأخلاق من أجندتها كون ذلك - كما يقولون - يعيق تحضر المجتمعات المسلمة!.
يقول محمد أسد: «جاءني الإسلام متسللاً كالنور إلى قلبي المظلم، ولكن ليبقى فيه إلى الأبد والذي جذبني إلى الإسلام هو ذلك البناء العظيم لمتكامل المتناسق الذي لا يمكن وصفه، فالإسلام بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليُتمَّ بعضها بعضاً… ولا يزال الإسلام بالرغم من جميع العقبات التي خلّفها تأخر المسلمين أعظم قوة ناهضة بالهمم عرفها البشر، لذلك تجمّعت رغباتي حول مسألة بعثه من جديد».
ويضيف: «إن الإسلام يحمل الإنسان على توحيد جميع نواحي الحياة، إذ يهتم اهتماماً واحداً بالدنيا والآخرة، وبالنفس والجسد، وبالفرد والمجتمع، ويهدينا إلى أن نستفيد أحسن الاستفادة مما فينا من طاقات، إنه ليس سبيلاً من السبل، ولكنه السبيل الوحيد، وإن الرجل الذي جاء بهذه التعاليم ليس هادياً من الهداة ولكنه الهادي.
نستحضر قول هذا المفكر والسياسي المخضرم في هذا الوقت تحديداً ووطننا الذي هو قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم يواجه عواصف عاتية على أكثر من صعيد، وما ذلك إلا لكونه البلد الوحيد الذي يؤكد دوماً على أن الإسلام لا يُعد خياراً من الخيارات، بل هو الخيار الأوحد، وهو الدين الذي ستبقى هذه البلاد تُدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة، وأن دستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
المملكة العربية السعودية منذُ نشأتها وهي تجاهد وتناضل من أجل الإسلام والمسلمين، وهذا شرف وفخر عظيم، يقول الملك
عبد العزيز - رحمه الله -:
إنني أفخر بكل من يخدم الإسلام، ويخدم المسلمين، وأعتز بهم، بل وأخدمهم، وأساعدهم، وأؤيدهم، وإنني أمقت كل من يحاول الدس على الدين، وعلى المسلمين، ولو كان من أسمى الناس مقاماً وأعلاهم مكانة.
وللملك سلمان بن عبد العزيز مقولات خالدة عظيمة في الاعتزاز بهذا الدين وأنه مصدر قوتنا ومنعتنا يقول - حفظه الله -:
يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية.
ويضيف قائلاً:
في اعتقادي لن يفلح من يريد إسقاطنا، إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا، لذا لا بد لنا من التمسك بالدين والعقيدة.
إيمان راسخ عند قيادة هذه الدولة منذُ التأسيس وإلى اليوم بأن قوتنا الحقيقية تنبع من تمسكنا بديننا وعقيدتنا الإسلامية الصحيحة، وهذا ما يعتقده ويؤمن به كل الشعب السعودي، إلا من ران على قلبه غشاوة من نفاق أو جهل.
الجماعات الإرهابية التي تتسمى بالإسلام، والإسلام منها براء كداعش والقاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة، هي في الحقيقة زُرعت من قبل أعداء الإسلام لهدم هذا الدين، والنيل من بلادنا تحديداً، لذا نرى هذه الهجمة الشرسة على شباب هذا الوطن من قبل هذه الجماعات المتطرفة، وذلك من خلال محاولة جرهم لمواطن الصراعات المحيطة بنا، وغزوهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي طلباً لغسل أدمغتهم ومن ثم تحويلهم إلى عناصر هدم لمجتمعهم.
كل هذا كون هذه البلاد مصرّة قيادة وشعب على التمسك بدينها والدفاع عنه عقيدة وأخلاقاً.
لكن مما يؤسف له أن بعضنا يعتقد أن تحويل مجتمعنا لمجتمع منفتح يقبل بكل شيء دون ضوابط شرعية سيحقق لمجتمعنا الأمن والأمان والرخاء! وهذا في الواقع غير صحيح، بل إن مصدر قوتنا وعزتنا واستقرارنا هو ما أكده خادم الحرمين الشريفين عندما قال (في اعتقادي لن يفلح من يريد إسقاطنا، إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا، لذا لا بد لنا من التمسك بالدين والعقيدة).
هذه هي بلادنا وهذه هي قيادتنا التي ارتبطت ارتباطاً كلياً بهذا الدين دون مساومة أو تنازلات، وعلى من يفكر خلاف ذلك أن يُراجع نفسه فليست هذه الدولة.. دولة آل سعود من تقبل الدنيّة في دينها.