عبدالواحد المشيقح
من تابع ردة فعل النصراويين «الغاضبة» تجاه رحيل مُدرب الفريق زوران يُصاب «بالذهول»، أما من وصف تصرف نادي العين «بالطعن» وبأنه غير أخلاقي .. وفيه عدم احترام للعقود .. وخدش للعلاقات بين الأندية .. وتشويه لتعاملاتها .. وأنهم كان يجب أن يدخلوا البيوت من أبوابها .. فسيُصاب بالغثيان ..!
كُل من تابع ردود النصراويين .. تعجّب من موجة «الغضب»، فالنصر فعل ما هو أشنع وأكبر مما فعله «العين» بمفاوضته المكشوفة والمفضوحة لمدرب التعاون قوميز «أمام الله وخلقه»، دون أن نجد من يُحاسب إدارة النصر أو على أقل تقدير يوجه لوماً واحداً لها على فعلتها ..!
مُفاوضة النصر لقوميز وهو مُرتبط بعقد «رسمي» مع التعاون .. حمل الكثير من التجاوزات وعدم مُراعاة حقوق الآخرين .. وكان هذا الأمر بالنسبة لهم أمراً طبيعياً .. بل لا يستحق حتى التعليق عليه .. والنظر إليه .. بينما الآن حسب رأيهم فإنّ فعلة نادي العين «إهانة» لهم .. في الوقت الذي سمحوا لأنفسهم «بإهانة» غيرهم ..!
أيها النصراويون تذكروا جيداً .. بأنكم فعلتم مع التعاون ما فعله العين معكم .. فلماذا كُل هذا الغضب «؟» كُنا سنقف معكم .. ونؤيد ردة فعلكم .. وندعم توجهكم .. ونُطالب بحفظ حقوقكم .. وسنرفض تصرف العين .. لو كان سجلكم خالياً من «خطف» المُدربين .. أما أن تُهاجموا الآخرين .. وأنتم سبقتموهم بفعلتكم .. فهذا أمر غير منطقي ومرفوض تماماً .. فالموقف لا يستحق أن تغضبوا ..!
لا تستغربوا فرحتهم ..!!
لم أستغرب أبداً تلك الفرحة العارمة التي اجتاحت الرائديين بعد فوزهم الأخير على التعاون .. فالفوز على سكري القصيم له مذاق خاص ويستحق كُل هذا «الفرح»، فالرائديون قبل اللقاء كانوا يُمنون النفس بخطف التعادل .. يوقفون به الإخفاق المُستديم أمام التعاون .. أو على الأقل الخروج بخسارة مُشرفة .. أملاً بتقليل تبعاتها على مشوار الفريق .. لكنهم وجدوا أنفسهم «فجأة» أمام فوز لم يحسبوا له حساباً .. ولذا دُقت الطبول .. وتمايل الآباء والأحفاد «طرباً» بهذا الفوز حتى أن «فرحهم» امتد لخارج الحدود ..!
وهكذا كان حال الرائد أمام التعاون .. ولا لوم عليهم بعد أن ظلت كلمة التعاونيين هي الأعلى في خمسة مواسم مضت .. أما واقع المُباراة فيقول بأن «لا» منهجية واضحة في أداء الفريقين «اللهم» سوى إجادة الرائد بتكثيف المناطق الخلفية بخمسة مُدافعين وصلت في بعض الأحيان لأكثر من ذلك ..!
المُدربان برأيي «فشلا» في إدارة اللقاء بالصورة الصحيحة .. وحينما أقول «فشلا» ذلك لأنهما لم «ينجحا» في توظيف العناصر الموجودة والاستفادة من قُدراتها .. ففي التعاون كانت الكُرة تسير بين أقدام اللاعبين باجتهاد ذاتي .. وأداء الفريق كان بطيئاً وغير مُنسجم إطلاقاً .. ودون تنظيم وتناسق بين خطوطه .. وبالذات في الشوط الأول .. وعجز «جالكا» عن تبديل منهجية فريقه بعد أن أحكمت الرقابة على جهاد الحسين .. كما أنه سمح باهتزاز دفاعه بعدم وجود المحور الدفاعي القادر على تعويض البرازيلي ساندرو .. مع إغفال تام بعدم «مُراقبة» أهم أوراق الرائد بانقورا وتركه وحيداً وفتح المساحات له ..!
وليس الرائد بأفضل حال من مُنافسة في الناحية الفنية والتنظيمية .. فهو لعب بطريقة واحدة فقط تعتمد على إيصال الكُرات «لبانقورا» فالفوز الرائدي جاء «بتخبط» جالكا وليس براعة من البياوي .. ساعدهم في ذلك الأخطاء الثلاثة من المُدافعين وتحديداُ «العبسي» فهي أخطاء لا يرتكبها لاعب صاعد فما بالك بلاعب بمثل خبرته .. ولو كان مُدرب التعاون فطناً وأحكم الرقابة فقط على مُهاجم الرائد لتبدلت أمور كثيرة ..!
ولسنا بصدد التقليل من الفوز الرائدي .. فهو جدير به طالما أنه ناله .. لكنه إشارة فقط إلى أن المُباراة فقدت «جمالها» خلف تكدسات دفاعات الرائد وتخبط مُدرب التعاون .. وإشارة أيضاً أن الرائد وهو مُتقدم بثلاثة أهداف دون مُقابل لم يستطع المُحافظة على توازنه .. ورأينا كيف تحول إلى حمل وديع لمجرد أن التعاون عدّل بعضاً من أموره .. وتعامل بعض لاعبيه بجدية أكبر ..!
آخر الكلام
لا يختلف اثنان بأن سالم الدوسري يُقدم في الوقت الحالي أفضل مُستوياته وأعاد لنا بداياته القوية، لكن الأهم أن يواصل اللاعب نجوميته وأن لا تختفي تلك النجومية لمجرد الانتهاء من تجديد «العقد» بعودة الأوضاع إلى طبيعتها ..!