عثمان أبوبكر مالي
اليوم يبدأ موسم الجنادرية السنوي (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) بالحفل البهيج والافتتاح الكبير والتشريف الأبوي المعتاد والمنتظر من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الحفل الذي تدب بعده وتتسابق الأقدام والأسر من مناطق المملكة في اتجاه (المدينة) التراثية الكبيرة، التي تقع شمال شرق الرياض، وتحتضن ماضي وحاضر هذه البلاد الطاهرة، ومؤشرات أولى وأساسية لكثير مما ستجود به في قادم الأيام من مستقبل، عبر أروقة ومساحات وأجنحة المناطق والجهات والمؤسسات الحكومية، في النسخة الحادية والثلاثين للمناسبة الوطنية الكبيرة.
عندما تذكر الجنادرية يتبادر إلى الذهن مباشرة أنشطتها الكبيرة والمميزة جدًا، التي تأتي تباعًا بعد (مهرجان) الافتتاح، وبالتشعب الكبير المتعلق بالتراث الشعبي والحرف والأكلات الشعبية اللذيذة والعادات والتقاليد، وجوانب النشاط الثقافي والفن التشكيلي والمسرحيات والعروض وغيرها من مناشط الحياة القديمة والحديثة
ولكن ماذا عن النشاط الرياضي؟! عندما تذكر الجنادرية يتبادر رياضيًا إلى الذهن مباشرة سباقها السنوي الكبير للهجن الذي يضرب معه عشاق هذا النوع من الرياضة العريقة والجميلة موعدًا سنويًا، يستمتع متابعوه بمشاركة متسابقين من بعض الدول العربية ومن دول مجلس التعاون الخليجي، وهو من الفعاليات الأساسية في المهرجان، تحرص عليه (وزارة الحرس الوطني) وتضيف إليه كل عام لمسات جديدة، ويلفت السباق الأنظار ويبهر حتى غير عشاقه بإناقة تنظيمه وبحضوره وبجوائزة المالية والعينية الضخمة..
ثم ماذا رياضيًا؟ الواقع ليس هناك الكثير مما يذكر اللهم سوى (جناح) الرئاسة العامة لرعاية الشباب (هيئة الرياضة) القائم على ما هو عليه من عدة سنوات بمعروضاته المعروفة و(المحفوظة) من صور ومقتنيات وعروض مرئية، ومجسمات للمنشآت الرياضية وأركان صغيرة للفروسية وبيوت الشباب وأقسام الكتاب والطب الرياضي، وهي ثابتة تقريبًا لدرجة أن من يترددون سنويًا على المهرجان يعرفون ويحفظون محتويات الجناح تمامًا وحتى مواقعها التي تعرض فيه!
كلام مشفر
- حضور رعاية الشباب في المهرجان بقي خلال سنوات منذ أول دخوله عاديًا جدًا، لدرجة أنك قل أن تسمع من يتحدث عن جناح الهيئة أو من يذكر لمن يحثه بالسفر والذهاب وعبارة (لا تفوتك الجنادرية) أن يقول له لا يفوتك الجناح الرياضي!
- ادخل قبل ثلاثة أعوام (الجنادرية 28) على جناح رعاية الشباب (متحف الرياضة القديم) من قبل الباحث والمؤرخ الرياضي (منصورالدوس) وكان إضافة جميلة ومميزة بما حواه من مقتنيات وأدوات رياضية وصور نادرة تتحدث عن بدايات وتاريخ الرياضة السعودية.
- هل يأتي في (الجنادرية 31) التغيير والارتقاء والجديد في جناح الرياضة ليكون متوافقًا مع المتغيرات الأخيرة في الجهاز الرياضي فنجد جديدًا في الجناح هذا العام لنقول لأي رياضي يسأل ومن نحثه على زيارة الجنادرية بعبارة (لا يفوتك جناح الرياضة)؟!
- هذا الأسبوع موعد كروي منتظر مساء الجمعة مع (الديربي) الكبير في مواجهة دوري جميل بين الاتحاد والأهلي، الديربي المتجدد بدأ كالمعتاد خارج الملعب قبل أيام من موعده؛ وهذه المرة وصل إلى أجواء دولة الغابون في بطولة أمم إفريقيا وعبر تنافس محموم بين بعض أنصار الفريقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- الرابط في ذلك كان وجود لاعبين محترفين في صفوف الفريقين يشاركون في البطولة مع منتخبات بلادهم، حيث وجود محمد عبدالشافي (الأهلي) ومحمود كهربا (الاتحاد) في صفوف المنتخب المصري، الذي تأهل إلى الدور نصف النهائي وأحمد العكايشي (الاتحاد) في صفوف المنتخب التونسي، الذي غادر من الدور ربع النهائي.
- وجود الثلاثي في البطولة إلى جوار المئات من اللاعبين الأفارقة الذين يلعبون في الدوريات الأوروبية مع أكبر وأقوى الفرق الأوروبية تأكيد على جودة اللاعبين وموهبتهم وعلى حسن الاختيار من قبل مسؤولي الناديين الكبيرين والاعتماد عليهم من قبل الجهازين الفنيين.
- تعاطفت جماهير الناديين مع لاعبيهم في البطولة ولا شك، هناك من انتظر خسارة مصر وتونس حتى يعود اللاعبون للمشاركة في الديربي الكبير، وهو أمر معتاد يحدث في كل العالم، لدرجة أن مسؤولي فريق ليفربول استعجلوا حضور لاعبهم نجم المنتخب (السنغالي) ساديو ماني، وأرسلوا طائرة خاصة لنقله إلى لندن من أجل المشاركة في مواجهة الفريق أمام تشيلسي أمس.
- وفي المغرب كان مدرب فريق الرجاء البيضاوي سعيدًا جدًا لخروج منتخب الجابون من الدور التمهيدي (لحساب منتخبي بوركينا فاسو والكاميرون) وذلك لاستعادة لاعبه (سامسونج مبينجي) قبل مباريات الدور الثاني في الدوري المغربي وهو ما ستكثروا بعض المصابين بـ (فوبيا الاتحاد) على جماهير الاتحاد.. صحيح (خلق وفرق)!