«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
أكد الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أن مهرجان الجنادرية أصبح علامة مضيئة في العمل الثقافي وحفظ التراث، كما اقترح الشبيلي -أحد الشخصيات المكرمة- في دورة المهرجان لهذا العام، واصفاً مشاعره تجاه التكريم قائلاً: هذا تكريم أعتز ّ به، يأتي من ملك، طالما وفّى لأرباب القلم والفكر والثقافة، وصادقهم، وهو تكريم أشرك فيه -مشفوعاً بالاحترام- كل مثقفي وطني، بأطيافهم وتخصصاتهم المتنوّعة.. مستحضراً الشبيلي ذكرياته عبر حضوره أول سباق للهجن في عهد الملك خالد -رحمه الله- الذي وصف تلك الدورة بأنها نواة فعاليات الجنادرية، قبل استحداث المهرجان الثقافي، مضيفاً الشبيلي في رسالة منه إلى القائمين على المهرجان الوطني للتراث والثقافة قوله: لقد أحسنتم الظن بأخيكم، وألبستموه قميصاً واسعاً من المحبّة والتقدير، فاللهم اجعلني خيراً مما تظنون، واغفر لي ما لا تعلمون، فما أخوكم الضعيف إلا جندي متواضع القدرات قياساً بحق الوطن، وما كان يخطر ببالي يوماً أن أصعد منبراً للكبار، وما يزال أمامي في سلّمي أن أصعد الدرجات، حتى أحظى بثقتكم.
أما وقد أكرمتموني بالاختيار، فلا يسعني إلا شكر من أفضل عليّ بالترشيح، وأسأل الله أن يمدّني والمثقفين كافة بالعون، من أجل أن نقدم للوطن ما يرقى إلى فضل الله علينا بسكناه.
أما عن أمنيات الشبيلي بعد مسيرة سنوات قضاها في الإعلام والتعليم العالي والشورى.. فقال عنها: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، كما في الحديث الشريف، لانصرفت إلى تخصص التوثيق والتأليف في السير والتراجم وتاريخ الإعلام، وهو المنهج الغالب على ما أسير فيه حاليّاً، وأجد فيه تخصصاً شيّقاً من ناحية، ويسدّ فراغاً في المشهد الثقافي الوطني من ناحية أخرى، وقد اتسمت الأعمال الثلاثة (الإعلام والتعليم العالي والشورى) التي شرُفت بالمرور بها، بأنها تتعامل مع الكلمة النزيهة، وكلها محطات زادتني تشريفاً على حدّ سواء، وأضْفت على تكويني الذهني أكثر مما أضفت لها.. مؤكداً الشبيلي أن ما أدلى به في مجال التراجم والسير لا يقارن بعمل الروّاد السابقين، والمعاصرين، ممن يصعب حصرهم، مردفاً في هذا السياق قوله: يكفيني شرفاً لو اعتبرتني في أولى عتبات هذا السلّم، فأخوكم مثلاً لم يبلغ معشار ما خلّفه العلّامة حمد الجاسر في مجال السير، وهو الذي يصدر له اليوم أربعة كتب جديدة لم تنشر من قبل؛ في سيرة الملك عبدالعزيز، وفي تراجم أعلام قدامى ومعاصرين، وأعلام فقدهم فرثاهم وترجم لهم، وقد «تطفّلت» على مراجعتها والتعليق عليها وكتابة مقدّمات لها.. مختتما حديثه في القديم وجديده في مجال التأليف فائلاً: أما الجديد من تأليفي، فهو تحت الطبع، وهو الجزء الثاني من كتاب «أعلام بلا إعلام» ويضم تراجم ستين شخصية؛ أما ما سبق نشره من تأليفي في المجال نفسه، فهو معروف، لكنني أفتخر -بوجه خاص- بكتابي عن سيرة السفير الراحل محمد الحمد الشبيلي (أبو سليمان) الكتاب الذي أدخلني، بكل اعتزاز، في عالم هذا التخصص.
***
المهرجان «الثقافي».. ليوم الخميس